كنت في يوم ما أقف أمام بائع خضار لأشتري منه ليمونا وبعد أن قمت بوضح الليمون فى الكفة أعطيته الكفة وقلت له : أريد نصف كيلو فوضع الليمون فى كفة والمكيال فى كفة فإذا بكفة
المكيال مازالت راجحة فأتي بليمونه صغيرة فوضعها فإذا بكفة الليمون ترجح المكيال ..!!
فوقفت ...
ونظرت وتأملت فتذكرت أمراً خطيراً كاد قلبى منه ان ينخلع قلت فى نفسى ليمونه صغيرة لاتساوى ف نظرى شيئا هى التى كانت سببا فى رجحان كفه اليمون عن كفه المكيال
... سبحان الله
فتخيلت نفسى وقد وافانى الأجل جاء الموت فجاة بدون مقدمات فتوقف عملى وأدخلت قبرى وبقيت لوحدى وليس معى شياء سوى عملى .. ثم نفخ ف الصور ليبعث من في
القبور فقمت وحدى أنظر حولا لا اجد ابى ولا امى ولا اخى ولا خال ولا عمى ولا حبيبى ولا صحبى كلهم يقفون فى ذل وخوف مما ينتظرون كل مشتغل بنفسه عن غيره ، وقد
اقتربت الشمس من الرءوس وتصبب العرق , وطال القيام وتضرع الخلق لله ,واستشفعوا برسل الله ان يبدأ الحساب فى يوم كان مقداره خمسين الف سنه
انشقت السماء , وتفجر الماء , وبرق البصر , وخسف القمر , وجاء ربك والملك صفا صفا , وجىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى
يبدأ الحساب كل واحد ينادى عليه باسمه ليقف بين يدى ربه ليكلمه ويشهده على ما فعلته اياه وما مشته رجلاه وما سمعته اذناه ومانظرته عيناه وماتكلمت به شفتاه وماملاء بطنه وجنى
فرجه نعم يكلمه الله ويقول له :
عبدى فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا ...؟؟
عبدي فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا ...؟؟
فيعرض عليه ذنوبه ومعاصيه التى كان يسر بها ويجهر ويفرح بها ويمرح ..كل ذنوبه صغيرها وكبيرها وعظيمها وحقيرها . يجد ذلك فى كتابه (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
فيجد اعمالا ماكان يبالى بها كتبت عليه وحوسب عليها حتى النظره حتى الكلمه حتى اللمسه ... ؟؟
ثم تخيلت نفسى امام ميزانى وقد وضعت أعمالى هنا حسناتى وهناك سيئاتى ,,,
فقلت لنفسى ,, ماهذه الاعمال التى عملتها لتوضع فى كفة حسناتى مقابل كل هذه السيئات التى أبارز الله بها ليل نهارا بلا استحياء (اضاعه الصلاه واهمال الزكاه )
وعقوق الووالدين, وغيبه ونميمه , وشتم ولعن , وسخريه واستهزاء , غناء ورقص , طبل وزمر , تبرج , مقابلات ومكالمات . تدخين وادمان . حب وعشق
يغرقنى فى نعمه وانا اعصيه بها ..؟؟
يارب تب علينا وسامحنا ولا تقبض أرواحنا إلا وأنت راض عنا ...
ثم تصورت نفسيي أقف بين يدي ميزاني وأرقب بعيني وبعقلي وبقلبي أعمالي وهي توزن لي أو علي ...
توضع الحسنات فى كفة فترجح كفتها ثم توضع سيئات فترجح كفتها ..اوضع الصلاه فتوضع الغيبة والنميمة .. توضع الزكاه أو الصيام فيوضع عقوق الوالدين والتبرج والحب وسماع
الغناء ..
والميزان يترنح أمامي وقلبي يعلو ويهبط ثم تخيلت نفسي وقد رجحت سيئاتي علي كفة حسناتي وبقيت لي حسنة ليثقل ميزاني فأنجو من النار وأدخل الجنة . أريد حسنة أدخل بها الجنة
أريد حسنة أنجو بها من غضب الله الجبار .. أريد حسنة.. أبي أريد حسنة.. أمي أريد حسنه..أخي أريد حسنه..أختي أريد حسنه..زوجي أريد حسنه..ولدي
أريد حسنه ...يااااااااارب أريد حسنة .
ولكن هيهات هيهات هيهات هيهات هيهات..........
لن يعطيك أحد حسنه فكل واحد مشغول بميزانه ولن يستغني أحد عن حسنة لك ، ولو كنت أحب الناس إليه ولو كنت فعلت له فى الدنيا كل مايرضيه نعم سيفر منك وسيهرب الجميع منك والكل
يقول كلمة واحدة فقط : نفسي نفسي .. نفسي نفسي .
يوم يفر المرء منه أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ...
وعندها تتمني : رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..بلا جدوي .
وعندها تتحسر ياليتني قدمت لحياتي .. بلا جدوي .
وقتها تقول .. لو أن لي كرة فأكون من المحسنين .. وعندها تندم يوم لا ينفع الندم ولا البكاء ولا الحسرة ..
هذا لمن يريد حسنة ،فكيف بمن يريد حسنات..؟؟ كيف بمكن لا يجد فى حياته غير السيئات ..
كيف بمن كل همه فى هذه الدنيا جمع المال أو تربية العيال أو حفلة أو فيلم أو أغنيه أو مباراه أو فتاه أو شاب أو ملابس أو عطر أو مكياج أو زينه أو سيجارة ..
أعلم أخي ،وأعلمي أختي لعل عملا واحداً من هذه الأعمال أو غيرها تكون سبباً فى رجحان كفة السيئات .
أخي أختي إنا لا نقدر على النار ، إنا لا نطيق غضب الجبار ..
أخي ، أختي تذكروا .. فمن يعمل مثقال ذرة خير يره .. ومن يعمل مثقال ذرة شر يره .
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا .
فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيئة راضية ، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية .
* أخي أختي : الشهوة لحظة متعة .. تتبعها ساعات ندم
معك لا يستحق شاب أو فتاة ، لا تستحق أغنية أو فيلم ، لا تستحق الدنيا كلها أن أفرط من أجلها فى رضا ربي عز وجل فالدنيا دار امتحان لنا لا بقاء ولا تنعم دائم فيها والآخرة هي دار السعادة
هي دار النعيم لمن أرضي الله عز وجل ونهي نفسه عن الهوي .
إخواني وأخواتي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا واستعدوا للقاء الله والعرض عليه .
فهيا بنا لنجعل همنا رضا ربنا وهيا بنا نعاهد ربنا أن نشغل أنفسنا بما يرضيه عنا لأنك لا تدري متي ستموت وعلي أى حال سوف تلقي الله فاحذر أخي واحذري أختي أن نموت على حال لا
يرضي الله عنا .
واعلموا أن من عاش على شئ مات عليه ، ومن مات على شئ بعث عليه .
* إخواني ..أخواتي اجعلوا حياتكم كلها طاعة الله ولا تحقروا من المعروف شيئا فرب شربة لعطشان أو تمرة لجوعان أو مسحة علي رأس يتيم أو قرش أنفقته أو يوم صمته أو أذي
وجدته فى الطريق أذلته أو تسبيحة سبحتها أو صلاة صليتها أو نصيحة أديتها أو كلمة طيبة قلتها أو تسليمة سلمتها أو ابتسامة أظهرتها أو دعوة دعوتها أو معصية من آجل الله وحباً فى رسوله
تركتها ...
لعل واحدة من هذة تثقل ميزانك وترضي عنك ربك فتدخلك الجنة وتبعدك عن النار .
هيا أعمل .. هيا إعملي ولا تضيع لحظة من عمرك فتندم عليها يوم القيامة ،، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل .
ولدتك أمك ياابن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم أن تكون فيه إذا بكوا
فى يوم موتك ضاحكاً مسروراً
الثلاثاء أبريل 06, 2010 11:43 am
