السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله موضوعنا اليوم عن النميمة وآفتها
(ارجو ممن ينقل هذا الموضوع الى منتدى اسلامي
آخر ان يكتب تحته منقول من منتدى بدر الاسلام
لزيادة عدد زا~رين المنتدى ومعرفته)وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم ( الخطبة السابعة ) 4 / 12 / 2009
} آفات اللسان ـ ( النميمة ) {
قال اللهI } فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَّهِينٍ
هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ { أيها الأحبة الكرام : مع آفة ٍ جديدة ٍ من آفات اللسان وهي الآفة الثالثة بعد آفة الغيبة وآفة الكذب ألا وهي( آفة النميمة ).والنميمة:هي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد أي : أن تقول لأحدهم فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا من السوء.., يقول الإمام الغزالي:
( كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يُكرَهُ نشرُه فينبغي أن يسكت عنه إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية، كما إذا رأى من يأخذ مالَ غيره بالباطل فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود له، ثمّ إن كان ما ينمُّ به نقصاً وعيباً في المحكيِّ عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة. )
إذاً فالنميمة جامعة ٌ لكثير من الخصال الذميمة ففيها الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة و قطعُ ما أمر الله به أن يوصل وإفشاء السر.....وغيرِها
والنميمة ـ كما قيل ـ : لا تقرَبُ مودة ً إلا أفسدتها، ولا عداوة ً إلا جددتها، ولا جماعة ً إلا بددتها
فكم دم أراقه سعيُ ساع، وكم حريم استـُبيح بنميمة نمام،وكم من صفيَّيْن ِتباعدا وكم من محبين افترقا،وكم من زوجين تطالقا،لذلك وردَ الوعيد الشديد في القرآن الكريم والسنة المطهرة للنمّام
(1) ـ قال : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ مما قيل في تأويلات الهُمَزة أنه النمّام
ومن تأويلات قوله تعالى عن امرأة أبي لهب وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَة َ الْحَطَبِ أنها كانت نمّامة حمالة للحديث تمشي بالنميمة بين الناس فتلقي بينهم العداوة، وتهيج نارها كما توقد النار بالحطب. والعربُ تسمي النميمة حطباً. يقال: فلان يحْطِبُ على فلان، إذا كان يُغري به.
ومنه قول الشاعر مادحاً أخلاق محبوبته :
من البـِيض لم تصطدْ على ظهر سَوْءَةٍ ... ولم تمش ِ بين القوم بالحَطب الرطب
(2) ـ * والنمام محرومٌ من دخول الجنة ففي الحديث المتفق عليه قال رسول الله :
« لا يدخل الجنة نمامٌ » وفي رواية :« لا يدخل الجنة قتـّات » والقتات : النمام
وَقِيلَ النَّمَّامُ : الَّذِي يَكُونُ مَعَ الْقَوْمِ يَتَحَدَّثونَ فَيَنُمُّ حَدِيثـَهُمْ ،
وَالْقَتَّاتُ : هُوَ الَّذِي يَسْتَمِعُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فَيَنُمُّ حَدِيثَهُمْ
* ووردَ أن النمّامَ يُعَذبُ في قبره : ففي الحديث الصحيح المتفق عليه أيضاً عن ابن عباسٍ أن رسول الله مرَّ بقبرين فقال: « إنهما يُعَذبان، وما يعذبان في كبيرٍ ! بلى إنه كبيرٌ: أما أحدُهما
فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله.....»
قال العلماء: معنى وما يعذبان في كبيرٍ أي: كبيرٍ في زعمهما وقيل: كبيرٌ تركـُه عليهما.
وإلا فاعتبار النَّمِيمَةِ مِنْ الْكَبَائِرِ هُوَ ممّا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ ، وَبِهِ صَرَّحَ الْحَدِيثُ بِقَوْلِهِ : " بَلَى إنَّهُ كَبِيرٌ "
ويقال: إن ثلث عذاب القبر من النميمة.
* وقد سمّى النبي النميمة كذباً وبهتاناً فالنمّام كذابٌ وإن كان صادقاً فيما نمَّ به , ففي صحيح مسلم عن ابن مسعودٍ أن النبي قال:« ألا أنبئكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمة، القالة بين الناس »
و العَضْهُ أو العِضَة ُ :معناه الكذب والبهتان . وقال معاوية للأحنف بن قيس: بلغني عنك أنك قلت فيّ كذا وكذا، فأنكر الأحنف:فقال معاوية بلـّغني عنك الثقة، فقال الأحنف: إن الثقة لا ينم. وروي أن سليمان بن عبد الملك كان جالساً وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنك تكلمتَ عني بسوء وقلت كذا وكذا، فقال الرجل:ما فعلت ولا قلت؟ فقال سليمان:إن الذي أخبرني صادق،فقال له الزهري:لا يكون النمامُ صادقاً، فقال سليمان: صدقت، ثم قال للرجل: اذهب بسلام.
* والمشـّاؤون بالنميمة هم شرار عباد الله . والنمامُ أبغضُ الخلق إلى اللهِ ورسولِه .
ففي مسند الإمام أحمد قال رسول الله : « خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُؤوا ذكِرَ اللهُ . وَشِرَارُ عِبَادِ اللهِ الْمَشَّاؤونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ للبُرَآء ِ الْعَنَتَ» وهو الفساد والهلاك والمشقة
وفي رواية الطبراني:« إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّؤونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاؤونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَيْبَ ».
يروى عن كعب الأحبار أنه قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى فخرج موسى ببني إسرائيل يستسقي بهم فلم يُسْقـَوْا حتى خرج ثلاث مرات ولم يسقوا، فأوحى الله إلى موسى : إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم نمّام، فقال موسى: يا رب ومن هو حتى نخرجَه من بيننا فأوحى الله إليه: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكونُ نماماً! فقال موسى: لبني إسرائيل: توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث.
فالنميمة هي المُهلِكة وهي الحالقة وهي المُفسِدة , ولذلك قيل : إن صاحب النميمة ليفسد ما بين الناس في يوم , لا يفسده الساحر في شهر . وَيُقَالُ : عَمَلُ النَّمَّامِ أَضَرُّ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ،
فَإِنَّ عَمَلَ الشَّيْطَانِ بِالْوَسْوَسَةِ ، وَعَمَلَ النَّمَّامِ بِالْمُوَاجَهَةِ
باع رجلٌ عبداً وقال للمشتري؛ ما فيه عيب إلا النميمة، قال: رضيت، فاشتراه، فمكث الغلام أياماً ثم قال لزوجة مولاه: إن سيدي لا يحبك وهو يريد أن يتزوج عليك، فخذي الموسى ـ السكين ـ واحلقي من شعر رقبته عند نومه شعرات حتى أسحره فيحبك،ثم قال للزوج:إن امرأتك اتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك،فتناوَمْ لها حتى تعرف ذلك، فتناوَمَ لها فجاءت المرأة بالموسى فظن أنها تريد قتله فقام إليها فقتلها. فجاء أهل المرأة فقتلوا الزوج،ووقع القتال بين القبيلتين.بِشُؤْمِ ذَلِكَ النَّمَّامِ
وَقِيلَ فِي مَنْثورِ الْحِكَمِ : النَّمِيمَة ُ سَيْفٌ قَاتِلٌ . وَقَالَ بَعْضُ الأُدَبَاءِ : لَمْ يَمْشِ مَاش ٍ , شَرٌّ مِنْ وَاش ٍ .
ــ يقول الإمام الغزالي:كلُّ من حُمِلت إليه النميمة وقيل له إن فلاناً قال فيك كذا أو فعل في حقك كذا فعليه ستة أمور، الأول: أن لا يصدقه لأن النمام فاسق يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله .
الثالث: أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيض عند الله تعالى ويجب بغضُ من يبغضه الله تعالى. والرابع:أن لا تظن بأخيك الغائبِ السوءَ لقول الله اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم الخامس: أن لا يحملك ما حكى لك على التجسس لقول الله ولا تجسسوا
السادس: أن لا ترضى لنفسك ما نهيتَ النمامَ عنه ولا تحكي نميمته فتقول فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نماماً ومغتاباً وتكونَ قد أتيْت ما عنه نهيْت.
فاحذروا من النميمة واحذروا من سماع النميمة واحذروا من قبول النميمة فقد قال العُلماء :
قَبول النَّمِيمة شَرٌ من النميمة، لأنّ النميمة دِلالة، والقَبُول إجازة،وليس مَن دَلَّ على شيء كمن قَبـِله وأجازه. ثم كيف يُقبـَلُ قولُ النمّام وهو كما قال الحسن البصري : ( مَن نمّ إليك نمَّ عليك.)
ويقول الشاعر : لا تقبلنَّ نَميمة ً بُلـِّغتـَها ... وتحفـّظَنَّ مِن الذي أنباكَهَا
إنّ الذي ألقى إليك نَميمة ً ... سَيَنِمُّ عنك بمثلها قد حاكها
وقال بعض الحكماء: احذروا لصوصَ المودات وهم السُعاة والنمامون، إذا سرق اللصوصُ المَتاعَ سرقوا هم المودات. وقال بعضهم: لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترئ ُبالشتم عليك، ولكان َالمنقولُ عنه أولى بحلمك لأنه لم يقابلك بشتمك. قال صالح بن عبد القدوس رحمه الله تعالى: مَنْ يُخَبِّرْكَ بشتم ٍ عن أخ ٍ ... فهو الشاتمُ لا مَن شتمكْ
ذاك شيءٌ لم يواجهْكَ به ... إنما اللومُ على مَن أعلمكْ
قال أبو العتاهية : مَن جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكا مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكا
وشكرا لكم