بسم الله الرمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه
والصلاة والسلام على خير الانام وخاتم الانبياء والمرسلين
فضل تلاوة القرآن الكريم
مدخل
...
2- فضلُ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ:
إن من أجلِّ العبادات وأعظم القربات إلى الله -سبحانه وتعالى- تلاوة القرآن الكريم، فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} 1، كما أمر بها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما رواه أبو أمامة -رضي
ـــــــ
1 سورة المزمل: 20.
(1/11)
________________________________________
الله عنه- حيث قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" 1.
وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بما أعدَّه الله لقارئ القرآن الكريم من أجرٍ كبير، وثواب عظيم وذلك فيما رواه عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" 2.
كما بين صلوات الله وسلامه عليه أن من جوَّد القرآن وأحسن قراءته، وصار متقنًا له ماهرًا به عاملا بأحكامه فإنه في مرتبة الملائكة المقربين، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شاقٌ له أجران" 3.
كما أن الله -عز وجل- يوضح لنا في محكم كتابه أن الذين يداومون على تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار ويعملون بأحكامه، ويحذرون مخالفته أولئك يوفيهم الله ما يستحقونه من الثواب ويضاعف لهم الأجر من فضله.
يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} 4.
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين فضل تلاوة القرآن الكريم، وتثبت ما لقارئ القرآن الكريم من فضل كبير وثواب عظيم عند الله عز وجل.
ـــــــ
1 جزء من حديث، أخرجه مسلم في باب: فضل قراءة القرآن.
2 أخرجه الترمذي ح رقم: 1912، باب: ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر"، ورواه أيضًا الدارمي وغيره وهو حديث صحيح، انظر جامع الأصول "ج: 8، ص498".
3 أخرجه البخاري ومسلم، وكذا أبو داود والترمذي برواية أخرى، انظر جامع الأصول "ج: 8، ص503".
4 سورة فاطر: 29، 30.