بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين
محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
اخوتي الكرام لنى المزاح ما فيه من خير وشر
فقد يستخدم لبهجة الناس مثلا او للسخرية من بعضهم احيانا
فهل يجوز لنا ذلك وهل يحق لنا ان نسخر من الاخرين وبماذا نحن افضل منهم
حتى نجعلهم سخرية بين ايدينا من اعطانا رتبة الفضل والتميز عليهم من سمح لنا اللعب والاستهزاء بهم
ماذا قال الله تعالى وماذا قال رسوله الكريم؟
المزاح
يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم النساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
آيها المسلمون حديثنا اليوم عن المزاح ذلك السلاح ذو الحدين فأما نستعمله لملاطفة الناس وإدخال البهجة الى القلوب وفي كثير من الأحيان نستعمله لإيذاء الناس والسخرية منهم فيكون سبباً في زرع الحقد بين الناس قال عمر بن عبد العزيز ر اتقوا الله وإياكم والمزاح فانه يورث الضغينة ويجر الى القبيح تحدثوا بالقرآن وتجالسوا به فان ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال وقد قيل أن لكل شيء بذور وبذور العداوة المزاح وللمزاح قسمان قسم مسموح به وقسم منهي عنه وللتميز بينهما علينا أن نستعرض مزاح رسول الله ص مع اصحبه فقدكان رسول الله ص يبسط لجلسائه بساط الانطلاق الشرعي المباح القال والحال دون أن بقبضهم أو أن بكبتهم بقاله فإذا تحدثوا بآمر شرعي شاركهم في حديثهم ما لم يكن إثم
روى الأمام مسلم أن رسول الله ص كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حيى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في آمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم ص وكان ص يمزح مع أصحابه لإدخال السرور عليهم ليباسطهم وليهتدوا بهديه ويتخلقوا بخلقه فمزح ص ليمزحوا ولكنه ص بين لهم أنه لا يقول الا الحق في مزاحه
فلا يأتي الباطل ولا يعبث ولا يلعب
روى البخاري قول رسول الله ص لست من ذو دولا الدّو مني أي لست من آهل اللعب واللهو ولا هما مني وفي رواية أخرى للطبراني عن انس قال ص لست من دد ولاالددمني ولست من الباطل ولا البطل مني
وروى الترمذي عن انس ر أن رجلا من آهل البادية كان اسمه زاهر وكان يهدي الى النبي ص هدية من البادية فيجهره النبي ص إذا أراد الخروج الى البادية فقال ص أن زهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان النبي ص يحب زاهرا وكان زاهر رجل دميماً فاتاه النبي ص يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصر فقال زاهر من هذا ارسلني فالتفت زاهر الى النبي ص حين عرفه تبركاً به فجعل النبي ص يقول من يشتري هذا العبد
قال يا رسول الله إذا والله تجدوني كاسداً فقال النبي ص ولكن عند الله لست كاسداً اوقال انت عند الله غال وجاءت امرأة يقال لها أم أيمن الحبشية فقالت أن زوجي يدعوك
فقال ص من هو الذي بعينه بياض فقلت ما بعينه بياض فقالت لاامر الله فقال ص ما من احد ألا بعينه بياض أي البياض المحيط بالحدقة
وروى الترمذي أن عجوز رأت النبي ص فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال يا أم فلان لا يدخل الجنة عجوز قال فولت أي ذهبت وهي تبكي فقال ص اخبروها أنها لاتدخلها وهي عجوز أن الله تعالى يقول أنا أنشئنهن إنشاء فجعلن هن أبكارا عربا اتربا أي أن الله يعيد لها شبابها ثم يدخلها الجنة أيها المسلمون هذه طريقة رسول الله ص في المزاح يمزح في الأمور الحقيقية ولا يقول الإ الصدق ولا يخلط المزاح للسخرية من عباد الله وعلى هذا المنوال فلينهج من كان مازحاً ولحذر أن يجعل المزاح حرفة أو صنعة
فبعض الناس يتخصص بالمزاح فندعوه الناس ليضحكوا عليه أو ليستعملونه كأداة للتسلية فإذا أراد في يوم من الأيام أن يتكلم في أمور جدية وأمور حقيقية ترى أن الناس لا يصدقونه ويتجرأ عليه الصغار قبل والكبار للسخرية منه والاستهزاء به فقد الهيبة والاحترام بين الناس
قال عمر ر من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به
فلماذا يشكوا المسلم من قلة الاحترام من الناس له وهو الذي باع كرامته وهيبته بأرخص الأثمان لكي يضحك الناس ساعة من الزمن فمداومة المزاح منهي عنه لأنه يشغل القلب باللعب والهزل والمداومة عليه مذمومة لأن كثرة المزاح تورث كثرة الضحك وكثرة الضحك تميت القلب ولكن من يسال في هذه الأيام عن قلبه ميتاً كان أم حياً ومن فتح باب المزاح وبدأ يكذب ليضحك الناس فقد توعده رسول الله ص بالويل والويل وادي في جهنم قال ص ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له
وأكثر الناس يستعملون المزاح لاحتقار الناس والاستهانة بهم ولفت الأنظار الى عيوبهم والنواقص التي بهم على وجه يضحك به كل من حضر بالقول و الفعل ويكفي الإنسان لكي يكون شريراً أن يحقر أخاه المسلم
قال رسول الله بحسب امرأ من الشر يحقر أخاه المسلم
وقال ص المستهزأ بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة فيقال هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فإذا أتاه أغلق دونه
هكذا يفعل الله بالمستهزئين ويستهزأ بهم يوم القيامة فالمزاح منهي عنه إلا إذا كان صدقا ولم يؤذي أحداً ولم يجرح شعور افهذا مسموح به ولكن أين نجد الصدق في المزاح وأين نجد من يتحاشى إيذاء الناس وأين نجد من يتجنب جرح شعور صاحبه في المزاح يقول الشافعي رحمه الله
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ودينك موفور وعرضك صيّن
فلا ينطق منك اللسان بسوأة فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن بدت لك معيباً فدعها وقل يا عيني للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن
الهم اغفر لنا ولاخوننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا انك رؤوف رحيم