منتدى بدر الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان كما جمعنا في هذا الجمع الطيب المبارك ان يجمعنا في طاعته
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
اسألك بالله ان تشارك معنا ونتمنى انضمامك لأسرتنا
وشعارنا في رمضان : ان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر
مع تحيات
الإدارة
وتقبل الله صيامكم وقيامكم
منتدى بدر الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان كما جمعنا في هذا الجمع الطيب المبارك ان يجمعنا في طاعته
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
اسألك بالله ان تشارك معنا ونتمنى انضمامك لأسرتنا
وشعارنا في رمضان : ان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر
مع تحيات
الإدارة
وتقبل الله صيامكم وقيامكم
منتدى بدر الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 االدعوة سرا والجهر بالتبليغ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبوأيُّوب
مشرف المنتدى العلمي
مشرف المنتدى العلمي
أبوأيُّوب


عدد المساهمات : 347
نقاط : 11092
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
العمر : 34
ذكر

علم بلدك : سوريا
االدعوة سرا والجهر بالتبليغ 589410683

االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Empty
مُساهمةموضوع: االدعوة سرا والجهر بالتبليغ   االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Icon_minitimeالأحد يوليو 17, 2011 8:57 pm

الدعوة سرّا
________________________________________
فقام عليه الصلاة والسلام بالأمر ودعا لعبادة الله أقواماً جُفاة لا دين لهم، إلا أن يسجدوا لأصنام لا تنفع ولا تضر، ولا حجة لهم ألا أنهم متّبِعون لما كان يعبد آباؤهم، وليس عندهم من مكارم الأخلاق إلا ما كان مرتبطاً بالعزّة والأَنَفة، وهو الذي كثيراً ما كان سبباً في الغارات والحروب وإهراق الدماء، فجاءهم رسول الله بما لا يعرفونه. فذوو العقول السليمة بادروا إلى التصديق وخلع الأوثان، ومن أعْمَته الرياسة أدبر واستكبر كيلا تُسلَب منه عظمته. وكان أول من سَطَع عليه نور الإسلام خديجة بنت خويلد زَوجه، وعليبن أبي طالب ابن عمه، وكان مُقيماً عنده يُطعمه ويسقيه ويقوم بأمره، لأن قريشاً كانوا قد أصابتهم مجاعة، وكان أبو طالب مُقِلاًّ كثير الأولاد، فقال عليه الصلاة والسلام لعمّه العباسبن عبد المطلب «إن أخاك أبا طالب كثير العيال، والناس فيما ترى من الشدة، فانطلق بنا إليه لنخفِّف من عياله، تأخذ واحداً، وأنا واحداً»، فانطلقا وعرضا عليه الأمر، فأخذ العباس جعفربن أبي طالب، وأخذ عليه الصلاة والسلام عليّاً، فكان في كفالته كأحد أولاده إلى أن جاءت النبوّة وقد ناهز الاحتلام، فكان تابعاً للنبي في كل أعماله، ولم يتدنس بدَنَس الجاهلية من عبادة الأوثان، واتّباع الهوى، وأجاب أيضاً زيدبن حارثةبن شرحبيل الكلبي، مولاه عليه الصلاة والسلام، وكان يُقال له زيدبن محمد، لأنه لما اشتراه أعتقه وتبنَّاه، وكان المتبنَّى معتبراً كابن حقيقي يرث ويورث، وأجابت أيضاً أُمُّ أيمن حاضنته التي زوّجها لمولاه زيد. وأول مَنْ أجابه من غير أهل بيته أبو بكربن أبي قحافةبن عامربن عمروبن كعببن سعدبن تَيْمبن مرّة التيمي القرشي، كان صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوّة يعلم ما اتّصف به من مكارم الأخلاق ولم يَعْهد عليه كذباً منذ اصطحبا، فأوّل ما أخبره برسالة الله أسرع بالتصديق، وقال: بأبي أنت وأمي، أهل الصدق أنت، أشهد أن لا إله
________________________________________
إلاّ الله وأنك رسول الله. وكان رضي الله عنه صدراً معظّماً في قريش على سعة من المال وكرم الأخلاق، وكان من أعفّ الناس، سخياً، يبذل المال، محبباً في قومه، حسن المجالسة، ولذلك كله كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة الوزير، فكان يستشيره في أموره كلها، وقال في حقه: «ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر». وكانت الدعوة إلى الإسلام سرّاً حذراً من مفاجأة العرب بأمر شديد كهذا، فيصعب استسلامهم، فكان عليه الصلاة والسلام لا يدعو إلا مَنْ يثق به. ودعا أبو بكر إلى الإسلام مَنْ يثق به من رجال قريش، فأجابه جمع منهم: عثمانبن عفانبن أبي العاصبن أميةبن عبد شمسبن عبد مناف الأموي القرشي، ولما علم عمه الحَكَمُ بإسلامه، أوثقه كتافاً وقال: ترغب عن دين آبائك إلى دين مستحدث؟ والله لا أحلّك حتى تدع ما أنت عليه، فقال عثمان: والله لا أدعه ولا أُفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في الحق تركه، وكان كهلاً يناهز الثلاثين من عمره. ومنهم: الزبيربن العوّامبن خويلدبن أسدبن عبد العزىبن قصي القرشي، وأمه صفية بنت عبد المطلب، وكان عمّ الزبير يرسل الدخان عليه وهو مقيد ليرجع إلى دين آبائه، فقوّاه الله بالثبات، وكان شاباً لا يتجاوز سن الاحتلام.

ومنهم: عبد الرحمانبن عوفبن عبد عوفبن الحارثبن زهرةبن كلاب القرشي الهاشمي، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسمّاه عليه الصلاة والسلام عبد الرحمان.
________________________________________
ومنهم: سعدبن أبي وقاص مالكبن أُهيببن عبد منافبن زهرةبن كلاب الزهري القرشي. ولما علمت أمه حَمْنَةُ بنت أبي سفيانبن أمية بإسلامه قالت له: يا سعد بلغني أنك قد صبأت، فوالله لا يظلُّني سقف من الحر والبرد، وإنَّ الطعام والشراب عليَّ حرام حتى تكفر بمحمد. وبقيت كذلك ثلاثة أيام فجاء سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه أمر أمه فنزل في ذلك تعليماً قول الله تعالى في سورة العنكبوت: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(Cool ـ ف } من آمن منكم ومَنْ أشرك، فأُجازيكم حقّ جزائكم. وفي ختام هذه الآية فائدتان: التنبيه على أن الجزاء إلى الله فلا تحدّث نفسك بجفوتهما لإشراكهما، والحضّ على الثبات في الدين لئلا ينال شرّ الجزاء في الأخرى.
ومنهم: طلحةبن عبيد اللهبن عثمانبن عمروبن كعببن سعدبن تيمبن مرّة التيمي القرشي وقد كان عَرَف من الرهبان ذكرَ الرسول وصفته، فلما دعاه أبو بكر وسمع من رسول الله ما نفعه الله به، ورأى الدين متيناً بعيداً عمّا العرب من المثالب، بادر إلى الإسلام.h
وممن سبقوا إلى الإسلام: صهيب الرومي وكان من الموالي، وعمّاربن ياسر العنسي وقد قال رضي الله عنه: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر وكذلك أسلم أبوه ياسر وأمه سميّة.
ومن السابقين الأولين: عبد اللهبن مسعود، كان يرعى الغنم لبعض مُشرِكي قريش، فلما رأى الآيات الباهرة وما يدعو إليه عليه السلام من مكارم الأخلاق، ترك عبادة الأوثان ولزم رسول الله، وكان رضي الله عنه كثير الدخول على الرسول لا يُحجب، ويمشي أمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويُلبسهُ نعليه إذا قام، فإذا جلس أدخلهما في ذراعيه.
________________________________________
ومن السابقين الأوّلين: أبو ذر الغِفاري وكان من أعراب البادية فصيحاً حلو الحديث، ولما بلغه مَبْعَث رسول الله قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله، ثم ائتني. فانطلق الأخ حتى قدم مكة وسمع من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ويقول كلاماً ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني مما أردت. فتزوّدَ وحمل قِربة له فيها ماء، حتى قَدِمَ مكة فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكَرِه أن يسأل عنه لما يعرفه من كراهة قريش لكل مَنْ يخاطب رسول الله، حتى إذا أدركه الليل رآه عليّ فعرف أنه غريب فأضافه عنده، ولم يسأل أحد منهما صاحبه عن شيء (على قاعدة الضيافة عند العرب لا يُسأل الضيف عن سبب قدومه إلا بعد ثلاث) فلما أصبَحَ احتمل قِربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه الرسول حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرّ به عليّ فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله الذي أُضيف به بالأمس؟ فأقامه، فذهب معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان اليوم الثالث عاد عليّ مثل ذلك، ثم قال له علي: ألا تحدّثني ما الذي أقدمَكَ؟ قال: إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت، ففعل فأخبره، قال: فإنه حق، وهو رسول الله، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئاً أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيتُ فاتبعني حتى ندخل مدخَلي ففعل. فانطلق يتبع أثره حتى دخل على النبي، ودخل معه، فسمع من قوله، وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري»، قال: والذي نفسي بيده لأصرخنّ بها بين ظَهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكبَّ عليه وقال: ويلكم أوَلَستمُ تعلمون أنه من
________________________________________
غِفار، وأن طريق تجارتكم إلى الشام عليه؟ فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكبَّ العباس عليه. رواه البخاري. وكان رضي الله عنه من أصدق الناس قولاً، وأزهدهم في الدنيا.
ومن السابقين: سعيدبن زيد العدوي القرشي، وزَوجه فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، وأُم الفضل لُبابة بنت الحارث الهلالية، زوج العباسبن عبد المطلب، وعُبيدةبن الحارثبن عبد المطلببن هاشم، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سلمة عبد اللهبن عبد الأسد المخزومي القرشي ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجه أم سلمة، وعثمانبن مظعون الجمحي القرشي، وأخواه قُدامة، وعبد الله، والأرقمبن أبي الأرقم المخزومي القرشي.

ومن السابقين الأوّلين: خالدبن سعيدبن العاصبن أميةبن عبد شمس الأموي القرشي، كان أبوه سيد قريش إذا اعتمَّ لم يعتمّ قرشي إجلالاً له، وكان خالدبن سعيد قد رأى في منامه أنه سيقع في هاوية، فأدركه رسول الله وخلّصه منها فجاء إليه وقال: إلامَ تدعو يا محمد؟ قال: «أدعوك إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضرّ ولا ينفع، والإحسان إلى والديك، وأن لا تقتل ولدك خشية الفقر، وأن لا تقرب الفاحشة ما ظهر منها وما بطن، وأن لا تقتل نفساً حرّم الله إلا بالحق، وأن لا تقرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه، وأن توفي الكيل والميزان بالقسط، وأن تعدل في قولك ولو حكمت على ذوي قرباك، وأن توفي لمن عاهدت» فأسلم رضي الله عنه، وحينئذٍ غضب عليه أبوه وآذاه حتى منعه القوت، فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يلزمه ويعيش معه، ويغيب عن أبيه في ضواحي مكة، وأسلم بعده أخوه عمروبن سعيد.
________________________________________
وهكذا دخل هؤلاء الأشراف في دين الإسلام، ولم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف يضرب به أعناقهم حتى يطيعوه صاغرين، وليس معه ما يرغب فيه حتى يترك هؤلاء العظماء آباءهم، وذوي الثروة منهم، ويتبعوا الرسول ليأكلوا من فضل ماله، بل كان الكثير منهم واسع الثروة أكثر منه عليه الصلاة والسلام كأبي بكر وعثمان وخالدبن سعيد وغيرهم، والذين اتّبعوه من الموالي اختاروا الأذى والجوع والمشقّات مع اتّباع الرسول، بحيث لو اتبعوا سادتهم لكانوا في هذه الدنيا أهدأ بالاً وأنعم عيشة، اللهمّ ليس ذلك إلا من هداية الله وسطوع أنوار الدين عليهم، حتى أدركوا ما هم عليه من الضلالة وما عليه رسول الله من الهدى.

الجهر بالتبليغ
________________________________________
مضت كل هذه المدة والنبي عليه الصلاة والسلام لا يُظهر الدعوة في مجامع قريش العمومية، ولم يكن المسلمون يتمكّنون من إظهار عبادتهم حذراً من تعصب قريش، فكان كلُّ من أراد العبادة ذهب إلى شِعاب مكة يصلّي مستخفياً، ولمّا دخل في الدين ما يربو على الثلاثين، وكان من اللازم اجتماع الرسول بهم ليرشدهم ويعلّمهم، اختار لذلك دار الأرقمبن أبي الأرقم ــــ وهو ممّن ذكرنا إسلامهم ــــ ومكث عليه الصلاة والسلام يدعو سرّاً حتى نزل عليه قوله تعالى في سورة الحِجر: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ(94) (1) مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ(2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ(3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ(4) فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ(5) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ(214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ} (الشعراء: 215، 216) أي: العشيرة والأقربون {فَقُلْ إِنّى بَرِىء مّمَّا تَعْمَلُونَ} (الشعراء: 216) فجمعهم عليه الصلاة والسلام وقال لهم: «إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبتُ الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررتُ الناس جميعاً ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس كافة، والله لتموتُنَّ كما تنامون، ولتُبعثُنَّ كما تستيقظون، ولتُحَاسبنّ بما تعملون، ولتجزوُنّ بالإحسان إحساناً، وبالسوء سوءاً، وإنّها لجنّة أبداً أو لنار أبداً». فتكلم القوم كلاماً ليّناً غير عمه أبي لهب الذي كان خصماً لدوداً فإنه قال: خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب، فإن أسلمتموه إذاً ذللتم، وإن منعتموه قُتلتم، فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا، ثم انصرف الجمع.
________________________________________
ولما جهر رسول الله عليه الصلاة والسلام بالدعوة سَخِرت منه قريش واستهزؤوا به في مجالسهم فكان إذا مرَّ عليهم يقولون: هذا ابن أبي كبشة يُكلَّم من السماء، وهذا غلام عبد المطلب يُكلم من السماء لا يزيدون على ذلك، فلما عاب آلهتهم، وسَفّهَ عقولهم وقال لهم: «والله يا قوم لقد خالفتم دين أبيكم إبراهيم»، ثارت في رؤوسهم حمية الجاهلية غَيْرَةً على تلك الآلهة التي كان يعبدها آباؤهم، فذهبوا إلى عمه أبي طالب سيد بني هاشم الذي أخذ على نفسه حمايته من أيدي أعدائه، فطلبوا منه أن يُخلي بينهم وبينه أو يكفّه عمّا يقول، فردّهم ردّاً جميلاً فانصرفوا عنه، ومضى رسول الله لما يريده لا يصده عن مراده شيء، فتزايد الأمر، وأضمرت قريش الحقد والعداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحث بعضهم بعضاً على ذلك. ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى وقالوا له: إن لك سناً وشرفاً ومنزلة منّا، وإنّا قد طلبنا منك أن تنهى ابن أخيك فلم تَنْهَهُ عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه عقولنا، وعيب آلهتنا. فإنهم كانوا إذا احتجوا بالتقليد في استمرارهم على عدم اتّباع الحق ذمّهم لعدم استعمال عقولهم فيما خُلقت له. قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءابَآءنَآ أَوَلَوْ كَانَ ءابَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ(170) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَآ أَوَلَوْ كَانَ ءابَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ(104) وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) قَالَ مُتْرَفُوهَآ
________________________________________
إِنَّا وَجَدْنَآ ءابَآءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} (الزخرف: 23). ولما شبّههم بمن قبلهم من الأمم في هذه المقالة الدّالة على التعصب والعناد قال: {قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءابَآءكُمْ قَالُواْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(24)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور
مشرف قسم منوعات اسلامية وعامة
مشرف قسم منوعات اسلامية وعامة
avatar


عدد المساهمات : 368
نقاط : 10938
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2010
انثى

علم بلدك : سوريا
االدعوة سرا والجهر بالتبليغ 589410683

االدعوة سرا والجهر بالتبليغ 45410

االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Empty
مُساهمةموضوع: رد: االدعوة سرا والجهر بالتبليغ   االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Icon_minitimeالخميس يوليو 21, 2011 7:00 am

جزاك الله خيرا ونفع بك أخي ابو ايوب

مشاركة طيبة جعلها الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

اسأل الله أن ينور دربك بطآعته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوأيُّوب
مشرف المنتدى العلمي
مشرف المنتدى العلمي
أبوأيُّوب


عدد المساهمات : 347
نقاط : 11092
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
العمر : 34
ذكر

علم بلدك : سوريا
االدعوة سرا والجهر بالتبليغ 589410683

االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Empty
مُساهمةموضوع: رد: االدعوة سرا والجهر بالتبليغ   االدعوة سرا والجهر بالتبليغ Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 4:30 am

بارك الله فيك اختي
شكرا لك على تواجدك الدائم
وتعليقك السريع على مواضيعنا
دمتي بحفظ الله ورعايته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
االدعوة سرا والجهر بالتبليغ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بدر الإسلام  :: طلبة العلم :: السيرة-
انتقل الى: