ترجمةُ الإمامِ عاصمٍ:
تنبيه:
يجدر بنا قبل أن نبدأ الكلام على علم التجويد، واهتمام الأمة الإسلامية به أن نتعرف على كل من الإمام عاصم، وكذا رواية حفص الذي تقرأ القرآن بروايته حتى يكون الدارس على بصيرة باتصال سندها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اسمه: هو عاصم بن أبي النَّجُود الأسدي الكوفي وكنيته أبو بكر، وقيل اسم أبيه عبد الله، واسم أمه بهدلة.
منزلته: هو شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد القراء السبعة، وكان من التابعين الأجلاء، فقد حدَّث عن أبي رمثة رفاعة التميمي، والحارث بن حسان البكري، وكان لهما صحبة، أما حديثه عن أبي رمثة فهو في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام.
جمع بين الفصاحة والإتقان، والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وقد أثنى عليه الأئمة، وتَلَقُّوا قراءته بالقبول.
انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السُّلَمي -رضي الله عنه- حيث جلس مجلسه، ورحل الناس إليه للقراءة من شتى الآفاق.
قال أبو بكر شعبة بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدًا أقرأَ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان عالِمًا بالسنة، لُغَويًّا نحْويًّا فقيهًا.
(1/30)
________________________________________
مَنَاقِبُهُ: أما مناقبه فكثيرة منها: أن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال: رجل صالح خيِّر ثقة، فسألته أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت، فإن لم توجد؟ قال: قراءة عاصم.
وقال أبو بكر شعبة بن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعل يردد هذه الآية: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} 1، يُحَقِّقُهَا كأنه في الصلاة؛ لأن تجويد القرآن صار فيه سَجِيَّة.
رُوَاتُه: روى القراءة عنه حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش، وهما أشهر الرواة عنه، وأبان بن تغلب، وحماد بن سلمة، وسليمان بن مِهْران الأعمش، وأبو المنذر سلام بن سليمان، وسهل بن شعيب، وخلق لا يحصون.
وروى عنه حروفًا من القرآن: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، وحمزة الزَّيَّات2.
وَفَاتُهُ: قيل توفي -رحمة الله عليه- آخر سنة سبع وعشرين ومائة هجرية ودفن بالسَّمَاوَة في اتجاه الشام، وقيل توفي بالكوفة أول سنة ثمان وعشرين ومائة هجرية.
اتصالُ سندهِ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ:
أما إسناده في القراءة فينتهي إلى علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- وغيرهما من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
كما قرأ على زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
ـــــــ
1 الأنعام: 62.
2 من كتاب "تاريخ القراء العشر ورواتهم" للشيخ عبد الفتاح القاضي بتصرف.
(1/31)
________________________________________
وكان رحمه الله يُقْرِئ حفصًا بالقراءة التي رواها عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي، ويُقْرِئ شعبة بالقراءة التي رواها عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم.
ومن هذا يتضح اتصال سنده برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اتصالا متواترًا.
(1/32)
________________________________________
أسئلة:
1- من هو الإمام عاصم؟ وما كنيته؟
2- تكلم بإيجاز عن منزلته ومناقبه.
3- اذكر بعض من روى عنه القراءة.
4 بَيِّنْ متى توفي رحمه الله تعالى؟
5- اذكر اتصال سنده في القراءة برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.