نور مشرف قسم منوعات اسلامية وعامة
عدد المساهمات : 368 نقاط : 10938 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
علم بلدك :
| موضوع: رد: * كم نفتقد هذا الدفء * الخميس سبتمبر 08, 2011 5:05 am | |
| وفيك بارك الله أخي ابو أيوب
الله يسلمك وشكرآ لك عالتشجيع | |
|
أبوأيُّوب مشرف المنتدى العلمي
عدد المساهمات : 347 نقاط : 11092 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 العمر : 34
علم بلدك :
| موضوع: رد: * كم نفتقد هذا الدفء * الخميس سبتمبر 08, 2011 4:08 am | |
| بارك الله فيك اختي نور سلمت يداك على هذا الطرح الجميل دائما تذهلينا بابداعك وتميزك كلمات جميل وانتقاء للالفاظ اجمل ما شاء الله على هذا التعبير في ميزان حسناتك ان شاء الله دمت في حفظ الله ورعايته شكرا لك | |
|
نور مشرف قسم منوعات اسلامية وعامة
عدد المساهمات : 368 نقاط : 10938 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
علم بلدك :
| موضوع: * كم نفتقد هذا الدفء * الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 8:13 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــه
* كم نفتقد هذا الدفء *
كم كانت الحياة دافئة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كم كانت دافئة.. أما الآن فقد تطاول البنيان.. وتباعد الناس.. وكلّ يقول اللهم نفسي.. ولعلي أول هؤلاء..
بينما كنت أتأمل حالي وحال أمتي.. والمجتمع من حولي..
تذكرت حادثة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. عندما أمر الله عز وجل أن يعتزلهم الناس .. حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم.. إلى أن نزلت الآيات من سورة التوبة تبشر بتوبة الله عز وجل على هؤلاء الثلاثة .. وتعلن الفرج.. فتسابق الصحابة لإيصال هذه البشرى لأولئك الثلاثة.. فاعتلى أحدهم مكاناً وبشّرهم بأعلى صوته.. وامتطى آخر فرسه وركض به ليوصل الخبر.. وتلقى الناسُ كعب بن مالك يهنئونه بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك .. حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس وجهه كالبدر من السرور ، فقام إلى كعب طلحة بن أبي طلحة فحياه وهنأه ، فكان كعب لا ينساها لطلحة ..
لا يخفى على قارئ هذه القصة الدفء الذي تحمله بين طياتها.. الدفء الذي حملته قلوب الصحابة لبعضهم البعض.. دفءٌ وحميمية .. يفرح أحدهم لفرح الآخر ويحزن لحزنه..
يا الله كم كانت الحياة دافئة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كم كانت دافئة..
أما الآن فقد تطاول البنيان.. وتباعد الناس.. وكلّ يقول اللهم نفسي.. ولعلي أول هؤلاء..
إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.. أصبح كلّ منا غنماً قاصية..
كلّ منا يعيش بدنيا خاصة به .. وعالم منعزل ..
والأدهى من ذلك أننا ما عدنا نفرق بين الأخوة في الله وبين أخوة المصالح..
أصبحنا نُلبس كل الصداقات هذا اللباس.. اختلطت علينا الموازين حتى لم نعد نعطِ الأخوة في الله معناها وحقها من الدفء والصدق..
: : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب ! وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم ! استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب ! كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين . قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه . أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي )) صحيح مسلم
لو قسنا هذا الحديث على كل أمور الحياة والحالات التي يمر بها الناس ( المرض ، الجوع ، العطش ، الهَم ...إلخ) لوجدنا أن حالنا أصبح مؤسفاً..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائع إلى جنبه و هو يعلم به ) / صحيح الألباني
لو قسنا على هذا الحديث كل أنواع السلبية التي نراها في زمننا لعرفنا سبب ضعف الإيمان الذي انتشر والله المستعان ..
فكم من صديق علمنا أنه يمر بأزمة ولم نمد له يد العون؟
وكم من قريب سمعنا أنه يمر بضيق مادي ولم نكلف أنفسنا عناء مساعدته على الأقل معنوياً ؟
وكم وكم وكم..
يؤرقني مجرد التفكير بأننا يوم القيامة سنجد في ميزان سيئاتنا سيئات لم تخطر ببالنا يوماً .. سيئات مثل: مر صديق لنا بمشكلة فلم نمد له يد العون فتمادت المشكلة حتى أثرت على حياته بأكملها.. وأثرت على مستوى عبادته.. سيكون لنا نصيب من ذنبه.. فلو وقفنا معه لما كان هذا حاله..
والأمثلة في هذا الباب كثيرة..
لو أدينا حقوق الأخوة كما يجب لما وجدنا مهموماً ولا حزيناً ولا فقيراً .. بل لن أبالغ إن قلت :
لو أننا أدينا حق الأخوة كما يجب لما ضاعت البلاد والعباد.. ولما قويت شوكة الباطل على الحق..
فلو كنا على قلب رجل ٍ واحد -كما كان المسلمون في غزوة بدر- لنُصرنا ولما وجد العدو ثغرة ً يدخل من خلالها إلى صفوفنا.. ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) / صحيح مسلم
هلّا أحيينا هذا الدفء ؟ هلّا أحيينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ؟ : : وهذه سنّة ٌ أخرى أصبحت " نادرة " في زمننا.. ألا وهي : رفع المعنويات ..
كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ اسمه زاهر ، كان دميماً ، أتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : من هذا ؟ أرسلني . فالتفت ، فعرف النبي ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه ، فجعل النبي يقول : من يشتري هذا العبد ؟ . فقال : يا رسول الله ! إذاً والله تجدني كاسداً . فقال النبي : ( لكن عند الله لست بكاسد . أو قال : أنت عند الله غال )
يا الله ما أروعها من كلمات .. رغم بساطة مبناها لكنها رفعت معنويات ذاك الصحابي..
أين نحن من سنة رفع المعنويات هذه ؟
أصبحنا في زمن ٍ يلتزم فيه الغالبية إما الصمت أو شريعة الإحباط وبث اليأس .. والله المستعان ..
بث الدفء.. رفع المعنويات.. غرس الأمل في النفوس.. باتت سنناً مهجورة في زمننا.. رغم حاجتنا الماسة لهذه السنن.. : : ( أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ) رددها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع في الفترة الأخيرة من حياته عليه الصلاة والسلام.. ليلفت نظرنا إلى أهمية رابطة الأخوة.. فالأخوة الحقيقية تحل أغلب المشاكل التي يعاني منها المسلمون في كل زمان ومكان..
لنسعَ إخواني أن نكون ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ هذه الآية : "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ) / صحيح الألباني
وفقنا الله وإياكم لإحياء تلك السنن من جديد في مجتمعاتنا.. لتكون أمتنا أمة دافئة مترابطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ً..
ودمتم سالميــــــــــــن | |
|