قال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض" ؟ قالت: والله ما بعينه بياض فقال: "بلي إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال -صلي الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض" (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع اختلاف، كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء). وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
ومن الطرائف ما روي من الصحابة الكرام الذي ضحك له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجه الإمام أحمد عن أم سلمة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه خرج تاجراً إلى بصرى ، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة رضي الله عنهما، وكلاهما بدري (أي شهد بدرا)، وكان سويبط على الزاد، فقال له نعمان: أطعمني! قال: حتى يجيء أبو بكر، وكان نعيمان مضحاكاً مزاحاً، فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً؟ قالوا: نعم، قال: إنه ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه علي! فقالوا: بل نبتاعه، فابتاعوه منه بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وقال: دونكم هو هذا! فقال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر! قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم، فردوا القلائص وأخذوه، ثم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فضحك هو وأصحابه منها حولاً.
حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة:
دخلتُ على سودة بنت زمعة، فجلستُ و رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني و بينها، وقد صنعتُ حَريرةَ، فجئت بها فقلت: كُلي.
فقالت: ما أنا بذائقتها.
فقلت: و الله لتأكلينَ منها أو لألطخنَّ منها بوجهك!
فقالت: ما أنا بذائقتها!
فتناولت منها شيئاً، فمسحتُ بوجهها، فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحكُ و هو بيني و بينها. فتناولت منها شيئاً لتمسحَ به وجهي، فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يخفضُ عنها ركبتَهُ- وهو يضحك- لتستقيدَ مني، فأخذتْ شيئا ً، فمسحتْ به وجهي، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك!"
من كتاب (مداراة الناس).
ملاحظة: سودة بنت زمعة هي أم المؤمنين تزوجها الرسول بعد خديجة.
روى الترمذي عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنة، فقال: " يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز" قال: فولتّ- أي ذهبت- وهي تبكي، فقال صلى الله عليه و سلم: "أخبروها أنها لا تدخلها و هي عجوز، إنَّ الله تعالى يقول:
( إنَّا انشأناهن إنشاءً * فجعلناهُنَّ أبكارا ً * عُرُبا ً أتراباً ) الواقعة:35-37
و يقصد أنها تدخل الجنة و هي شابة.
أن زاهراَ كان يمشي في الطريق.. فجاء الرسول صلى الله عليه و سلم من خلفه.. و أغمض عيني زاهر بيديه الشريفتين.. و أخذ ينادي : من يشتري هذا العبد..؟؟
فقال زاهر : إنه لعبدٌُ كاسد يا رسول الله ؟
فقال بأبي هو و أمي : و لكنه عبدٌ غالي عند الله..
الله أكبر... هنيأ لك يا زاهر..
في يوم من الأيام وبينما كان الرسول وعلي والصحابة يأكلون تمرا كان علي يرمي نوى التمر تحت الرسول
وبعد الإنتهاء من الأكل قام علي وقال للرسول ما كل هذا الذي أكلته أيها الرسول فقال له الرسول:أن اكل التمر من دون نوى أفضل من أكله بالنوى
(لم يكن تحت قدمي علي أي نوى)
جاء رجل من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وطلب منه دابة يسافر عليها قائلاً: « احملني »، فأراد النبي أن
يمازح الرجل ويطيب خاطره فقال له: إنا حاملوك على ولد الناقة،
استغرب الرجل كيف يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ولد الناقة
ليركب عليه، فولد الناقة صغير ولايتحمل مشقة الحمل والسفر،
وإنما يتحمل هذه المشقة النوق الكبيرة فقط، فقال الرجل متعجباً:
وماأصنع بولد الناقة ! وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أنه
سيعطيه ناقة كبيرة، فداعبه النبي قائلاً: وهل تلد الإبل إلا النوق؟!»
رواه أبوداود..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فبعث إلى نسائه فقلن مامعنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه
وسلم من يضم أو يضيف هذا؟
فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ماعندنا إلا قوت صبياني
فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء،
فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان،
فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله
{ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون }» رواه البخاري..
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين