السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام احببت ان اذكركم بموضوع هام جدا
وهو عماد الدين وهو الصلاة ربما الكل يعرفه
او ورد قبل هذه المرة ولاكن ان الذكرة تنفع المؤمنين
الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
(البقرة: 238) وروى الإمام مسلم قول رسول الله : من صلى ركعتين مقبلاً على الله بقلبه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
أيها المسلمون :
الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ، فلم يهتم الإسلام بعد تصحيح عقيدة المسلم بشيء من العبادات أكثر مما اهتم بالصلاة والمحافظة عليها لأن الصلاة هي صلة العبد بربه .
يقف المصلي بين يدي الله خمس مرات في اليوم والليلة .
روى الإمام البخاري قول رسول الله إن أحدكم إذا قام إلى صلاته فإنه يناجي ربه .
لذلك كان رسول الله إذا حزبه أمر ( أي اشتد عليه الأمر ) يلجأ إلى الصلاة فكان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه .
وعبادة رسول الله ليست عبادة خوف من العذاب لأن الله سبحانه وتعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ولكنها عبادة شكر لله سبحانه وتعالى .
روى الإمام البخاري أن رسول الله كان يقوم في الصلاة حتى تتورم قدماه فقيل يا رسول الله أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبداً شكوراً .
إذاً عندما نقف في الصلاة فإننا نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ندعوا الله سبحانه وتعالى ونناجيه .
نبدأ بالاستعاذة فعندما نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي نسألك اللهم أن تعيذني وتحميني من فتنة الشيطان الملعون .
وعندما نقول بسم الله الرحمن الرحيم أي بسم الله نبدأ صلاتنا الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، الرحمن أي العاطف على جميع خلقه بالحفظ والرعاية والرزق ، الرحيم بعباده المؤمنين .
ونبدأ بفاتحة الكتاب بقوله تعالى : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أي اللهم لك الحمد والشكر والثناء الحسن على نعمك الظاهرة والباطنة .
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ أي واسع الرحمة ودائم الرحمة وعظيم الرحمة .
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي المالك ليوم الحساب والجزاء لك الأمر من قبل ومن بعد إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أي لا نعبد إلاّ إياك يا الله ولا نشرك بك أحداً ونطلب منك العون والمساعدة على طاعتك وامتثال أوامرك .
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وفقنا للثبات على الطريق الواضح طريق الإسلام طريق أولئك الذين أنعمت عليهم بالهداية ووفقتهم للإيمان من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ أي ولا تجعلنا من المغضوب عليهم الذين أعرضوا عن الحق والإسلام بعد أن علموا به وهم اليهود .
ولا تجعلنا من القوم الضالين البعيدين عن الحق والصواب وهم النصارى آمين أي اللهم استجب لدعائنا ورجائنا روى الإمام مسلم قول رسول الله قال تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي ، فإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .
أيها المسلمون :
من حافظ على صلاته من وقت إلى وقت ووقف بين يدي الله سبحانه وتعالى لابد أن يزداد خشية لله ومراقبة له وبذلك يستقيم سلوكه وتصلح أعماله .
أما من غفل عن صلاته واشتغل بأمور دنياه ولم تنفعه صلاته في تحسين سلوكه ومعاملته مع الناس فقد ضيّع ثمرة هذه العبادة وهي تحسين الأخلاق .
ورسول الله يقول : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلاّ بعداً .
نسأل الله أن يعلمنا ما يفعنا وينفعنا بما علماً ويزيدنا علماً وعملاً وفقهاً في الدين
وشرا لاصغائكم