بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
الذي لا يبلغ مدحته القائلون, ولا يحصي نعمه العادون, ولا يودي حقه المجتهدون, الذي لا يدركه بعد الهمم, ولا يناله غوص الفطن, ليس لصفته حد محدود, ولا نعت موجود, ولا وقت معدود, ولا أجل ممدود, فطر الخلائق بقدرته, ونشر الرياح برحمته, ووتد بالصخور ميدان أرضه
وصلى الله على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين, العبد المؤيد أبي القاسم المصطفى محمد, وعلى آله وصحبه الغر الميامين
يجب على كل مسلم ومؤمن بالله سبحانه وتعالى أن يعطي كل ذي حق حقه بإحسان ومن غير أي تقصير, وأن يَعْدل في إعطائه للحقوق بتقديم كل ذي منزلة منزلته, وهذا الأمر يتلخص في عشرة حقوق.
الحق الأول: حق الله تعالى
حق الله سبحانه وتعالى هو أهم وأعظم الحقوق الواجبة على كل المخلوقات من الإنس والجن, لأنه سبحانه هو الخالق الذي أوجد المخلوقات جميعها وصورها فأحسن صورها, وله كل الفضل على الموجودات, ويكمن حق الله تعالى في عبادته وحده وبأحسن صورة, وطاعته والانقياد له بأحسن قبول, والتوكل عليه في كل الأمور, وأصول حق الله تعالى في عبادته تكمن في الصلاة والصيام والزكاة وحج البيت الحرام وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله, فمن عمل بهذه الأمور لوجه الله تعالى فسيكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
الحق الثاني: حق رسول الله
حق الرسول صلى الله عليه وآله هو أعظم حقوق مخلوقات الله كونه هو نفسه أعظم الخلق وأشرفهم, ويجب تعظيم محبته وتقديمها على الناس أجمعين, ومن حقوقه توقيره واحترامه وإتباع سنته, وتصديقه تصديقا صادقا, والمشي على نهجه البليغ وشريعته المعظمة, ويجب على كل مستطيع أن يدافع عن هذه الشريعة المقدمة من أعظم الخلق سواء بالعلم أو بالسلاح.
الحق الثالث: حقوق الوالدين
إن للوالدين فضل كبير على الأبناء, حيث إنهم قد ربيا الأبناء في صغرهم وعلماهم في الكبر, فعلى الأبناء أن يردوا هذا الفضل بأحسن صورة, ويكمن هذا الفضل في حقوق الوالدين من البر والتقوى, والطاعة فيما لا يخالف شريعة الله ورسوله, والقول الحسن والإحسان إليهما, ولحق الوالدين مكانة عظيمة عند الله حيث أنه قد قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيله سبحانه وتعالى.
الحق الرابع: حق الأولاد
تربيتهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم هي مسؤولية تقع على كاهل الأبوين, فمن حقوقهم الإنفاق عليهم بدون إسراف أو تقصير, وتعليمهم الخلق الحسن وعبادة الله تعالى, وعدم المفاضلة بينهم في العطايا والهبات, وإن أعطوا هذي الحقوق فبالتأكيد سيكونون بارين بالوالدين عند كبرهم.
الحق الخامس: حقوق الأقارب
يجب إيصال كل الأقرباء بالمعروف والحرص على صلة الرحم, حتى وإن هم قطعوها فلا يجب المعاملة بالمثل, بل يجب وصلها من جديد, فالله يصل واصل الرحم بالرحمة وييسر له أموره.
الحق السادس: حق الزوجين
وتكون بالمعاشرة بالمعروف من قبل الزوجين, كمراعاة شعور كل واحد الآخر وإعطاء الحقوق, لأن بعكس ذلك ستصعب الحياة وتكثر فيها المشقة, وعلى الزوج أن يقارن في زوجته المحاسن بالمساوئ, فإذا رأى سيئا منها سيتغاضى عنه بالحسن ولا ينظر إليها بالسخط والكراهية, ويجب عليه أن ينفق عليها ويؤمن لها المسكن والملبس والطعام, ويعدل بينها وبين جارتها, أما الزوجة فيجب عليها أن تطيع الزوج من غير معصية الله وتحفظ له سره وماله, وتلبي له أوامره حتى يرضى عنها.
الحق السابع: حقوق الولاة والرعية
من حقوق الرعية على الولاة القيام بينهم بالعدل وبكل أمانه, وإرشادهم إلى المصالح في الدنيا والآخرة بإتباع طريق المؤمنين, أما حقوق الولاة على الرعية تشمل نصحهم وتذكيرهم والدعاء لهم, وطاعة أمرهم من غير معصية لله, والوقوف بجوارهم ومساندتهم متى احتاجوا إليها.
الحق الثامن: حق الجيران
يجب على الجيران أن يحسنوا إلى بعضهم بقدر المستطاع من المال والنفع, وإعطاء الهدايا في المناسبات لزيادة المحبة, ويجب على الجار أن يكف عن أذى جاره سواء كان قولا أو فعلا, لأنه لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره شره.
الحق التاسع: حقوق المسلمين عموما
السلام بين المسلمين يعتبر من حقوقهم عموما, فهو سنة مؤكدة وهو من أسباب التآلف والتراحم بين المسلمين, وأيضا الاستجابة الدعوات سواء بحضور المجالس أو تقديم المساعدات, وتقديم النصيحة سواء طلبت أو لا, وتشميت العاطس بعد حمده بالقول له "يرحمك الله", وزيارة المريض والدعاء له وتشجيعه على ذكر الله تعالى في وحدته, وإتباع جنازة المسلم لما فيها من أجر عظيم, ويجب أن يكون المسلمون كالإخوة يساندون بعضهم البعض ويكفون الأذى فيما بينهم.
الحق العاشر: حق غير المسلمين
وهم الكفار ويتقسمون إلى أربعة أقسام, الحربيون وليس لهم علينا أية حقوق, المستأمِنون ولهم حق الحماية في الفترة المحددة, المعاهدون ولهم حق الوفاء بالعهود في الفترة المحددة, الذميون ولهم حق الحكم عليهم بأحكام الإسلام وكف الأذى عنهم.
الثلاثاء يوليو 06, 2010 12:09 am