..النصف من شعبان
عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ "
أيها المسلمون
من خصائص هذا الشهر الفضيل أن ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل فكان يقول عليه الصلاة والسلام أنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم . ومن خصائص هذا الشهر الكريم وجود ليلة النصف من شعبان ليلة الرحمة والغفران
" عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ ، فَقَالَ : أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ
المرأة هي المرأة جعلها الله غيورةً على زوجها ليحبها زوجها ، هذه لصالح الزوج ، أحياناً الرجال يتأففون من غيرة نسائهم عليهم ، لولا أنها تغار عليك لما أحببتها ، لكن يوجد حالات خاصة هناك غيرة مرضية هناك غيرة سوية تتصف بها كل الزوجات ، هذه السيدة عائشة :
... فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ ، فَقَالَ : أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ... "
كانت غيورة رضي الله عنها .
" ... فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ "يعني يوم مغفرة ، يوم رحمة هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام .
" عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ أَلا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلا كَذَا أَلا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "
عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ حَتَّى يَكُونَ رَمَضَانُ "
ليكون لرمضان بهجة ، يعني إذا الإنسان ألف أن يصوم صوماً متتابعاً موضوع ثاني ، أما إذا أراد أن يصوم بعد النصف من شعبان أول مرة لا يصوم ، نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
اتقاء المعاصي قبل كل شيء ، أداء الفرائض أيضاً قبل كل شيء ، بعد اتقاء المعاصي وأداء الفرائض لك أن تصوم ما تشاء ولك أن تفعل من النوافل ما تشاء ، أما أن تفعل نافلةً ، في الحج مثلاً تراه هجم على الحجر الأسود وضرب هذا بيده ، وهذا بصدره ، وهذا رفسه برجل ، ويريد أن يقبل الحجر ،
تصوروا أب جالس مع أولاده جاء ابن عاق دفع أول أخ وضرب الثاني ورفس الثالث ويريد أن يقبل يد أبيه ، هل يرضى عنه بهذا العمل ؟ يوجد جهل كبير ، يرتكب محرمات ليقوم بأداء سنة ،
محور الدرس جميل جداً أن تصوم في شعبان وأن تصوم كل النوافل وأن ترقى بها إلى الله ، بل إن الله عز وجل جعل من هذه النوافل سبباً لمحبته .
" ... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ ... "
والحمد لله رب العالمين