اختصار الرسالة ( الوجيز في شرح أسماء الله الحسنى )
" اشهد الله تعالى أني قمت إن شاء الله بقراءة المادة العلمية كاملة مع التفكّر والتدبّر , واني قمت باختصارها بنفسي "
المقدمه
قال الله تعالى :
( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )
في الآية السابقة نجد أن الله _ سبحانه وتعالى _ قد اخبرنا بان له الأسماء الحسنى , التي بلغت غاية الحسن و الكمال , ونجد أن الله أمرنا بأمر صريح , هو أن ندعوه بتلك الأسماء .
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم :
( لله تسعة وتسعون اسما , مائة إلا واحدة . لا يحفظها احد إلا دخل الجنة , وهو وتر يحب الوتر )
في الحديث الشريف يدلنا رسولنا الكريم _ عليه أفضل الصلاة والتسليم _ على طريق من طرق الجنة , وهو أن نحفظ هذا الأسماء .
وسوف نعرض لكم في هذا الاختصار المفيد بإذن الله لـ كتاب ( الوجيز في شرح أسماء الله الحسنى ) , شرح موجز لتلك الأسماء , منتقى من كلام علمائنا رحمهم الله تعالى , واسأل الله العظيم أن ينتفع به كاتبه و قارئه , وان يجعله خالصا لوجهه الكريم , و الحمد لله رب العالمين .
أسماء الله تعالى غير محصوره
يرى جمهور العلماء أن أسماء الله تعالى غير محصورة في تسعة وتسعين اسما , ويستدلون بذلك بقول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ في دعاء الحزن : ( ... أسالك بكل اسما هو لك سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك , أو علمته أحدا من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) . رواه احمد وهو حديث صحيح .
ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى
لمعرفة أسماء الله الحسنى ثمرات عديدة منها :
• عبادة الله عز وجل , و تذوق حلاوة الإيمان .
• زيادة محبة العبد لله , و الحياء منه , والشوق إلى لقائه .
• زيادة الخشية من الله و مراقبته , وعدم اليأس والقنوط من رحمته .
• زيادة تعظيم الله , و الإحساس بعلوه وقهره .
• هضم النفس و ترك الكبر .
• حسن الظن بالله والثقة به .
اسم الله الأعظم
الاسم الأعظم هو ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال , وتضمّن ما له من نعوت العظمة و الجلال و الجمال , مثل : الله , والصمد , والحي , والقيوم , وذو الجلال والإكرام , والله تعالى اعلم .
الله
قال الله تعالى : ( الله لا اله إلا هو الحي القيوم ) ( البقرة : 255 )
_ هو اخص أسماء الله تعالى , ولا يسمى به غيره , وهو أعظم أسماء الله , وتكرر في القرآن ( 2602 ) مرة .
الإله
قال الله تعالى : ( إنما الله اله و احد ) ( النساء : 171 )
_ الإله هو المعبود .
الرب
قال الله تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) ( الفاتحة : 1 )
_ الرب هو المربي , وهو المدبر والمالك والسيد المطاع , المنفرد بالخلق المستغني عن العالمين .
الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ( وإلهكم اله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم ) ( البقرة : 163 )
_ هما اسمان مشتقان من الرحمة , الرحمن اشد مبالغة من الرحيم , والفرق بينهما أن الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شئ , والرحيم الموصل رحمته إلى من شاء من خلقه .
المهيمن
قال الله تعالى : ( المؤمن المهيمن ) ( الحشر : 23 )
_ الشاهد على خلقه بأعمالهم , الرقيب عليهم , المطلع على خفايا الأمور , وخبايا الصدور , الذي أحاط بكل شئ علما .
القدوس
قال الله تعالى : ( هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس ) ( الحشر : 23 )
_ القدوس هو المبارك و الطاهر , المنزه عن النقائض والعيوب , و أن يكون له مثيل , أو شبيه , أو سمي , أو ند .
الكبير
قال الله تعالى : ( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير) ( غافر : 12 )
_ الكبير هو الذي اكبر من كل شئ بذاته , واكبر من أن يعرف له كنه كبريائه وعظمته .
البارئ
قال الله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ ) (الحشر : 24 )
_ البارئ هو الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت , والنقص , والعيب , والخلل , وهو الذي خلق الخلق متميزا بعضه عن بعض .
الخالق الخلاق
قال الله تعالى : ( هو الله الخالق ) ( الحشر : 24 )
قال الله تعالى : ( إن ربك هو الخلاق العليم ) ( الحجر : 86 )
_ الخالق هو المبدع للخلق و المخترع له على غير مثال سبق , والخلاق هو الخالق خلقا بعد خلق .
المتكبر
قال الله تعالى : ( الجبار المتكبر ) ( الحشر : 22 )
_ الله المتكبر عن كل سوء ونقص وعيب وظلم , والذي تكبر عن صفات الخلق . والمتكبر ذو الكبرياء والعظمة .
الجبار
قال الله تعالى : ( العزيز الجبار المتكبر ) ( الحشر : 23 )
_ الجبار هو الذي يقهر الجبابرة , ويغلبهم بجبروته وعظمته , والجبار الذي يجبر القلوب المنكسرة والضعفاء العجزة .
المصور
قال الله تعالى : ( البارئ المصور ) ( الحشر : 23 )
_ المصور هو مصور الأشياء ومركبها ومشكلها على هيئات مختلفة .
الخبير
قال الله تعالى : ( بل كان الله بما تعملون خبيرا ) ( الفتح : 11 )
_ الخبير هو العالم ببواطن الأمور وخفاياها , وبما كان وما يكون , ويخبر بعواقب الأمور و مآلها وما تصير إليه .
الحليم
قال الله تعالى : ( والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما ) ( الأحزاب : 51 )
_ الحليم الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة , بل يمهلهم لكي يتوبوا .
المجيد
قال الله تعالى : ( ذو العرش المجيد ) ( البروج : 15 )
_ المجيد هو الكبير العظيم , الموصوف بصفات المجد و الكبرياء , والعظمة والجلال .
الحق
قال الله تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق ) ( المؤمنون : 116 )
_ الله هو الحق في ذاته وصفاته , فهو واجب الوجود , كامل الصفات والنعوت .
المقيت
قال الله تعالى : ( وكان الله على كل شئ مقيتا ) ( النساء : 85 )
_ المقيت هو الذي أوصل كل مخلوق قوته من مأكول ومشروب كيف يشاء .
الحسيب
قال الله تعالى : ( إن الله كان على كل شئ حسيبا ) ( النساء : 86 )
_ الكافي لعباده المتوكلين عليه , المجازي لهم بالخير والشر بحكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها , لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا اصغر منها .
المبين
قال الله تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) ( النور : 25 )
_ المبين هو الذي لا يخفى على خلقه , بل هو ظاهر بأفعاله الدالة عليه , وآياته البينة .
الوكيل
قال الله تعالى : ( الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل ) ( الزمر : 62 )
_ هو المقيم الكفيل بأرزاق العباد , القائم عليهم , الموكل و المفوض إليه , والوكيل هو الحفيظ و الكافي .
الرقيب
قال الله تعالى : ( إن الله كان عليكم رقيبا ) ( النساء : 1 )
_ الرقيب هو الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات , وبصره بجميع المبصرات , وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية .
الودود
قال الله تعالى : ( وهو الغفور الودود ) ( البروج : 14 )
_ المحب لعباده الصالحين و يحبه عباده الصالحون .
القوي
قال الله تعالى : ( إن ربك هو القوي العزيز ) ( هود : 66 )
_ القوي هو التام القوة الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال , ولا يغلبه غالبا , ولا يرد قضاءه راد .
المتين
قال الله تعالى : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ( الذاريات : 58 )
_ المتين هو الشديد القوي , الذي لا تنقطع قوته , ولا تلحقه في أفعاله مشقه , ولا يمسه لغوب ولا إعياء ولا تعب .