[justify]اختصار كتاب ( بريق الجمان بشرح أركان الإيمان )
الجزء الأول : من الصفحة الأولى إلى الصفحة الثامنة والستين .
" اشهد الله تعالى إني قمت إن شاء الله بقراءة المادة العلمية كاملة مع التفكّر والتدبّر , واني قمت باختصارها بنفسي "
المقدمه
دل كتاب الله وسنة نبيه _ صلى الله عليه وسلم _ على إن العقيدة الصحيحة تتلخص في : الإيمان بالله تعالى , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , وبالقدر خيره وشره , فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة التي نزل بها كتاب الله , وجاءت بها سنة نبيه _ عليه أفضل الصلاة والتسليم .
وأدلة هذه الأصول كثيرة جدا في الكتاب والسنة , ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى : ( ءامن الرسول بمآ انزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله ) ( البقرة : 28 ) , ومن السنة الشريفة قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ( الإيمان : إن تؤمن بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , والقدر خيره وشره ) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ .
مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
أولا : تعريف العقيدة :
العقيدة لغة : فعلية بمعنى فعول , أي : المعقود التي عقد عليها القلب وعزم بالقصد البليغ , وهي مأخوذة من العقد , وهو الشد والربط والإيثاق والثبوت والأحكام , وعقد الحبل : شد بعضه ببعض , نقيض حله , وفي القرآن : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان ) ( المائدة : 89 ) .
العقيدة اصطلاحا : الإيمان الجازم والحكم القاطع , الذي لا يتطرق إليه الشك لدى المعتقد .
ثانيا : التعريف بأهل السنة والجماعة :
1_ السنة : لغة : السيرة , حسنة كانت أم سيئة .
اصطلاحا : هي موافقة كتاب الله تعالى وسنة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وأصحابه _ رضوان الله عليهم _ , سواء في أمور الاعتقادات أو العبادات .
2_ الجماعة : لغة : من ( جمع ) , يقال : جمع المتفرق , والجماعة ضد الفرقة .
3_ أهل السنة والجماعة : لغة : أهل الشئ : اخص الناس به .
اصطلاحا : ( أهل السنة والجماعة ) هم اخص الناس بالسنة والجماعة , وأكثرهم تمسكا بها وإتباعا لها قولا وعملا واعتقادا .
وهم الصحابة _ رضي الله عنهم أجمعين _ والتابعون ومن تبعهم بإحسان من العلماء المجتهدين , السائرين على منهج الكتاب والسنة , ومن تبعهم في ذلك .
ثالثا : قواعد عامة في اعتقاد أهل السنة والجماعة :
1_ مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة : مصدران أساسيان هما: ا_ القرآن الكريم . ب_ السنة النبوية الصحيحة .
والإجماع المعتبر في تقرير العقيدة مبني على الكتاب والسنة أو أحداهما .
والفطرة والعقل السليم : رافدان مؤيدان لا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة وأصول الدين , فهما يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضانهما .
2_ ما صح عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وان كان من أخبار الآحاد : وجب قبوله واعتقاده , والعمل به إن كان من المسائل العملية .
3_ ما اختلف فيه من أصول الدين : فمرده إلى الله تعالى ورسوله .
4_ أصول الدين والعقيدة توقيفية قد بينها رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بالقرآن والسنة .
5_ لا يجوز تأويل نصوص العقيدة ولا صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم _ صلى الله عليه وسلم _ .
الإيمان بالله تعالى
وفيه فصلان
الفصل الأول : في بيان معنى الإيمان و ما يتعلق به , وفي ثلاث مباحث :
المبحث الأول : تعريف الإيمان لغة واصطلاحا .
أولا : تعريف الإيمان لغة : مصدر آمن يؤمن إيمانا فهو مؤمن , واصل آمن ( أأمن) _ بهمزتين _ لينت الثانية , وهو من الأمن ضد الخوف . و قيل الإيمان هو : التصديق , و قيل هو الثقة , وقيل هو الطمأنينة , وقيل هو الإقرار .
*الإيمان ليس مرادفا التصديق , ولكن يشمل التصديق .
ثانيا : الإيمان شرعا :
الإيمان في اصطلاح الشرع هو : اعتقاد بالقلب , ونطق باللسان , وعمل بالأركان .
وهو يشمل قول القلب واللسان , وعمل القلب واللسان والجوارح .
• قول القلب , وهو تصديقه ,واعتقاده , وإيقانه .
• قول اللسان , وهو النطق بالشهادتين " شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله , والإقرار بلوازمها .
• عمل القلب , وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه .
• عمل اللسان , وهو العمل الذي لا يؤدى إلا باللسان , كتلاوة القرآن , وسائر الأذكار من التسبيح , والتحميد , والتكبير , والدعاء , والاستغفار , وغير ذلك من الأعمال التي تؤدى باللسان .
• عمل الجوارح , وهو العمل الذي لا يؤدى إلا بها , مثل , القيام , والركوع , والسجود والمشي في مرضاة الله , والحج , والجهاد في سبيل الله , وغير ذلك من الأعمال التي تؤدى بالجوارح .
المبحث الثاني : زيادة الإيمان ونقصانه
الإيمان يزيد بالطاعة , وينقص بالمعصية , وعليه إجماع أئمة السنة , ومن الأدلة على ذلك :
قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) ( آل عمران : 173 )
ما رواه أبو هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : ( الإيمان بضع وسبعون _ أو بضع وستون _ شعبه , فأفضلها قول " لا اله إلا الله " , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان .
المبحث الثالث : الاستثناء في الإيمان
الاستثناء في الإيمان هو قول الإنسان : أنا مؤمن إن شاء الله تعالى , أو أنا مؤمن أرجو .
متى يترك الاستثناء , ومتى يجوز ؟
_ يترك الاستثناء : إذا أراد المستثني الشك في أصل إيمانه .
_ إما جواز الاستثناء , فله خمسة مسوغات :
1_ أن الإيمان المطلق شامل لكل ما أمر الله به , والبعد عن كل ما نهى عنه , ولا يدعي احد انه جاء بذلك كله على التمام والكمال .
2_ أن الإيمان النافع هو المتقبل عند الله تعالى .
3_ الابتعاد عن تزكية النفس .
4_ أن الاستثناء يصح حتى في الأمور المستيقنة غير المشكوك فيها أصلا , ومنها ما جاء في قوله تعالى ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين ) ( الفتح : 27 )
5_ أن المرء المسلم لا يدري بم يختم له , وكيف تكون خاتمته , فيستثني خوفا من سوء الخاتمة .