اختصار كتاب ( بريق الجمان بشرح أركان الإيمان ) الجزء الثاني : من الصفحة التاسعة والستين إلى الصفحة الثالثة عشر بعد المئه .
" اشهد الله تعالى أني قمت إن شاء الله بقراءة المادة العلمية كاملة مع التدبّر والتفكّر , وأشهده أني قمت باختصارها بنفسي "
الباب الثاني : الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان , لا يتم الإيمان إلا به , قال تعالى : ( ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيّن ) ( البقرة : 177 ) , وقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ عن الإيمان في حديث جبريل _ عليه السلام _ المشهور : " أن تؤمن بالله , وملائكته , وكنبه , ورسله , واليوم الآخر , والقدر خيره وشره " .
والإيمان بالملائكة يكون بالتصديق والإقرار بوجودهم , وأنهم عالم غيبي لا يشاهدون , وقد يشاهدون , ولكن الأصل أنهم عالم غيبي , وأنهم عباد مكرمون , خلقهم الله لعبادته وتنفيذ أوامره , والإيمان بأصنافهم وأوصافهم وأعمالهم التي يقومون بها حسبما ورد في الكتاب والسنة .
وقد خلقهم الله تعالى من نور , كما في حديث أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " خلقت الملائكة من نور , وخلق الجان من مارج من نار , وخلق آدم مما وصف لكم " .
من أهم الصفات الخلقية ( بفتح الخاء )
من أعظم صفات الملائكة الخلقية ( عظم خلقهم ) ومن أهم الصفات :-
1_ أجنحة الملائكة : فمنهم من له جناحان , ومنهم من له ثلاثة , أو أربعة , ومنهم من له أكثر من ذلك , قال تعالى : ( الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ) ( فاطر : 1 ) .
2_ جمال الملائكة : قال الله تعالى في جبريل : ( علمه شديد القوى , ذو مرة فأستوى ) ( النجم : 5-6 ) , ذو مرة أي ذو منظر جميل .
3_ تفاوتهم في الخلق والمنزلة .
4_ لا يملون ولا يتعبون : يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره بلا كلل ولا ملل . قال تعالى : ( يسبحون الّيل والنهار لا يفترون ) ( الأنبياء : 20 )
5_ أعداد الملائكه : لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم . قال تعالى : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) ( المدثر : 31 )
الصفات الخلقية ( بضم الخاء )
من صفات الملائكه الخلقية أنهم :
1_ كرام بررة : قال تعالى : ( بأيدي سفرة . كراما بررة ) ( عبس : 15 -16 )
2_ استحياء الملائكه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف عثمان : " ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكه ؟ "
من قدراتهم :
1_ قدرتهم على التشكل
2_ عظم سرعتهم
3_ منضمون في كل شؤونهم
مما يدل على شرفهم :
_ أن الله يضيفهم إليه إضافة تشريف . كقوله تعالى : ( كل ءامن بالله وملائكته ) ( البقرة : 285 )
_ ويقرن سبحانه شهادتهم مع شهادته . وصلاتهم مع صلاته . كقوله تعالى: ( شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة ) ( آل عمران : 18 ) . وقوله تعالى : ( انه الله وملائكته يصلون على النبي ) ( الأحزاب : 56 )
_ ويصفهم سبحانه بالكرم والإكرام . قال تعالى: ( بأيدي سفره . كرام بررة ) ( عبس : 15– 16). وقوله تعالى: ( وان عليكم لحافظين . كرام كاتبين ) ( الانفطار : 10 )
_ ويصفهم بالعلو والقرب . كقوله تعالى: ( لا يسمعون إلى الملا الأعلى) ( الصافات : 8 ) . وفي قوله : ( يشهده المقربون ) ( المطففين : 21 )
_ ويذكر سبحانه أنهم عنده ويعبدونه ويسبحونه . قال تعالى : ( فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالّيل والنهار وهم لا يسئمون ) ( فصلت : 38 )
الأعمال التي يقوم بها الملائكة
الملائكة رسل الله تعالى . واسم الملك يتضمن انه رسول ؛ لأنه من الألوكة . بمعنى الرسالة . والخلاصة : أن الله تعالى وكل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة تدبّر شؤونهما بأذنه وأمره ومشيئته.
والملائكة بالنسبة إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف :
_ فمنهم حملة العرش . قال تعالى
ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) ( الحاقة : 17 )
_ ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها . ومنم الموكلون بالنار وتعذيب أهلها .
_ ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم بالدنيا .
_ ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد وكتابتها .
_ ومن الملائكة من هو موكل بالرحم وشأن النطفة .
_ ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح .
الباب الثالث : الإيمان بالكتب
الإيمان بالكتب الالهيه احد أصول الإيمان وأركانه . وهو الركن الثالث من أركان الإيمان . والإيمان بها هو : التصديق الجازم ولقرار بأنها حق وصدق . وأنها كلام الله عز وجل . فيها الهدى والنور . والكفاية لمن أنزلت عليه . وهي : التوراة . والإنجيل . والزبور . وصحف إبراهيم . وصحف موسى . والقران العظيم .
وقد انقسم الناس حيال الكتب السماوية إلى ثلاثة أقسام :
1_ قسم كذب بها كلها . وهم أعداء الرسل من الكفار والمشركين والفلاسفة .
2_ وقسم امن بها كلها . وهم المؤمنون الذين أمنوا بجميع الرسل وما انزل إليهم .
3_ وقسم امن ببعض الكتب وكفر ببعضها . وهم اليهود والنصارى ومن سار على نهجهم .
ولاشك أن الإيمان ببعض الكتاب أو ببعض الكتب . والكفر بالبعض الأخر : كفر بالجميع . لأنه لابد من الإيمان بجميع الكتب
وسبب كفر من كفر بالكتب أو كفر ببعضها أو ببعض الكتاب الواحد : هو إتباع الهوى والظنون الكاذبة . وزعمهم أن لهم العقل والرأي والقياس والعقلي . ويسمون أنفسهم بالحكماء والفلاسفة .
وأما الإيمان بالقران : فإنه إيمان مفصل . ويكون بالإقرار به بالقلب واللسان . وإتباع ما جاء فيه . وتحكميه في كل كبيرة وصغيرة والإيمان بأنه كلام الله تعالى منزل غير مخلوق . منه بدا وإليه يعود .