|
|
| اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
القليط عضو جديد
عدد المساهمات : 17 نقاط : 11283 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2009
| موضوع: اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث الأحد يوليو 19, 2009 4:36 pm | |
| اختصار كتاب ( بريق الجمان بشرح أركان الإيمان ) الجزء الثالث " اشهد الله تعالى أني قمت إن شاء الله بقراءة المادة العلمية ككاملة مع التدبًر والتفكَر , وأشهده إني قمت باختصارها بنفسي "
الباب الخامس : في الإيمان باليوم الآخر
الفصل الأول : الإيمان باليوم الآخر
المراد باليوم الآخر هنا هو يوم القيامة , ويدخل فيه كل ما كان مقدمة إليه , كالحياة البرزخية , وأشراط الساعة . فمبتدأه من الموت , ومنتهاه إلى آخر ما يقع يوم القيامة , أي : إلى ما لا نهاية له , وعليه فمدة البرزخ من يوم القيامة , وهذا هو المشهور عند العلماء .
ويكون الإيمان باليوم الآخر : بالإيمان بأنه كائن لا محالة , والتصديق بكل ما بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه , وبالبعث بعد ذلك , والحساب , والميزان , والثواب والعقاب , والجنة والنار , وبكل ما وصف الله تعالى به يوم القيامة .
أدلة البعث في القرآن الكريم متنوعة وكثيرة , منها :
• إخبار الله _ تعالى _ عمن أماتهم ثم أحياهم بالدنيا , قوله تعالى : ( فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون , ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ) ( البقرة : 55-56 ) • استدلال الله _ تعالى _ بالنشأة الأولى , كما في قوله : ( وهو الذي يبدؤاْ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) ( الروم : 27 ) • استدلال الله _ تعالى _ بخلق السماوات والأرض , قال تعالى : ( أولم يروا أنَ الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى بلى انه على كل شيء قدير ) ( الاحقاف : 33 ) • استدلال الله _ تعالى _ بتنزيه نفسه المقدسة عن العبث , كما في قوله : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) ( المؤمنون : 115 )
الفصل الثاني : الإيمان باشراط الساعة
أشراط الساعة هي علاماتها التي تدل على اقترابها ومجيئها . وهي تنقسم إلى قسمين : 1_ أشراط صغرى : وهي التي تتقدَم الساعة بأزمان متطاولة , وتكون من نوع المعتاد , كقبض العلم , وظهور الجهل , وشرب الخمر , ونحوها .
2_ أشراط كبرى : وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة , وتكون غير معتادة الوقوع ؛ كظهور الدجال , ونزول عيسى _ عليه السلام , وخروج يأجوج ومأجوج , وطلوع الشمس من مغربها .
قسم بعض العلماء أشراط الساعة من حيث ظهورها إلى ثلاثة أقسام : 1_ قسم ظهر وانقضى . 2_ قسم ظهر ولا يزال يتتابع ويكثر. 3_ قسم لم يظهر حتى الآن . فأما القسمان الأولان : فهما من أشراط الساعة الصغرى , وأما القسم الثالث : فيشترك فيه الأشراط الكبرى وبعض الأشراط الصغرى .
أما القسم الأول : فمن هذه الأمارات : بعثة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ , وموته _ صلى الله عليه وسلم _ , وفتح بيت المقدس , ومنها : قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ , ومنها : ذكر الحروب التي وقعت بين المسلمين بعد مقتل عثمان _ رضي الله عنه _ .
وأما القسم الثاني , وهو الأمارات المتوسطة , فهي كثيرة جدا , منها :
• قوله _ صلى الله عليه وسلم _ :" لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس لكع ابن لكع " رواه الإمام أحمد , واللكع : العبد والأحمق واللئيم . • ومنها : قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " رواه الترمذي . • ومنها : قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم , ويكثر الجهل , ويكثر الزنا , ويكثر شرب الخمر , ويقل الرجال , ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيَم الواحد " متفق عليه , أخرجه البخاري , ومسلم . • ومنها : قوله _ صلى الله عليه وسلم _ للسائل عن الساعة : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " , قال _ أي السائل _ : كيف اظاعتها ؟ قال _ صلى الله عليه وسلم _ : " إذا وسَد الأمر إلى غير أهله : فانتظر الساعة " رواه البخاري .
اما القسم الثالث من أمارات الساعة : جاء ذكرها في النصوص , ومنها : حديث حذيفة ابن أسيد الغفاري _ رضي الله عنه _ قال : اطلع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ علينا ونحن نتذاكر , فقال : " ما تذاكرون ؟ " , قالوا : نذكر الساعة , قال : " إنها لا تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات , فذكر : الدخان , والدجال , والدابة , وطلوع الشمس من مغربها , ونزول عيسى ابن مريم , ويأجوج ومأجوج , وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق , وخسف بالمغرب , وخسف بجزيرة العرب , وآخر ذلك نار تخرج من اليمن , تطرد الناس إلى محشرهم " رواه مسلم .
1_ ظهور المهدي : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي " رواه أحمد . وقد انقسم الناس في أمر المهدي إلى طرفين ووسط : فالطرف الأول : من ينكر خروج المهدي , والطرف الثاني : من يغالي في ظهور المهدي , وأما الوسط : فهم أهل السنة والجماعة , الذين يثبتون خروج المهدي على ما وردت به النصوص الصحيحة في اسمه , واسم أبيه , وصفاته , ووقت خروجه .
2_ خروج الدجال : فتنة الدجال من أعظم الفتن منذ خلق آدم _ عليه السلام _ إلى قيام الساعة , وذلك بسبب ما يخلق الله _ تعالى _ معه من الخوارق العظيمة التي نبهر العقول , وتحيَر الألباب . 3_ نزول عيسى ابن مريم _ عليه السلام _ 4_ خروج يأجوج ومأجوج 5_ خروج الدابة : تخرج في آخر الزمان , عندما يكثر الشر ويعم الفساد , قال تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا عليهم داّبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " ( النمل : 82 ) . 6-8_ الخسوفات الثلاثة 9_ طلوع الشمس من مغربها : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها , فإذا طلعت فرآها الناس : آمنوا أجمعون , فذاك حين ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) " ( الأنعام : 158 ) , رواه البخاري . 10_ النار التي تحشر الناس
الفصل الثالث : القيامة الصغرى والقيامة الكبرى
المبحث الأول : القيامة الصغرى
أولا : الموت
من مقدمات اليوم الآخر : الموت , وهو القيامة الصغرى , وهي وفاة كل شخص عند انتهاء أجله , وبها ينتقل من الدنيا إلى الآخرة . والموت هو القيامة الصغرى , وقيام الساعة هو القيامة الكبرى . وقد أسند الله تعالى قبض الأنفس إليه _ سبحانه _ في قوله _ تعالى _ : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) ( الزمر : 24 ) , وأسنده إلى ملك الموت _ عليه السلام _ في قوله : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) ( السجدة : 11 ) , وأسنده إلى الملائكة في قوله _ تعالى _ : ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) ( الأنعام : 61 ) , ولا تعارض بين الآيات , والإضافة في هذه الآيات إلى كل بحسبه : • فالله _ تعالى _ هو الذي قضى بالموت وقدَره ؛ فهو بقضائه وقدره وأمره , فأضيف إليه التوفي لأجل ذلك . • وملك الموت يتولى قبضها واستخراجها من البدن . • ثم تأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب , ويتولونها بعده . فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه .
التوفي بالنوم والتوفي بالموت : الروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت : هي الروح المنفوخة فيه , وهي النفس التي تفارقه بالنوم , قال _ تعالى _ : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ) ( الزمر : 42 ) .
وفي الآية الكريمة قولين , أحدهما : وهو أن الممسكة والمرسلة كلاهما متوفى وفاة النوم ؛ فمن استكملت أجلها : أمسكها عنده فلا يردها إلى جسدها , ومن لم تستكمل أجلها : ردها إلى جسدها لتستكمله . والقول الثاني : أن الممسكة : من توفيت وفاة الموت أولا , والمرسلة : من توفيت وفاة النوم . ثانيا : الروح والنفس
أ_ حقيقة الروح والنفس : مذهب أهل السنة أن الروح عين قائمة بنفسها , تفارق البدن , وتنعم , وتعذب , ليست هي البدن , ولا جزءا من أجزائه , وليست من جنس الأجسام المتميزات المشهودة والمعهودة . ب_ كيفية قبض روح المتوفى ومآلها بعد وفاته : قد جاء بيان كيفية التوفي ومآل الروح بعده في حديث البراء بن عازب الطويل _ رضي الله عنه _ . ج_ هل الروح والنفس شيء واحد أو شيئان متغايران ؟ اختلف الناس في ذلك : فمن قائل : أنهما شيء واحد , وهم الجمهور , ومن قائل : أنهما متغايران . والتحقيق : أن لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان , فيتحد مدلولهما تارة , ويختلف تارة ؛ < فالنفس > تطلق على أمور : • منها : الروح , يقال : خرجت نفسه , أي روحه , ومنه قوله _ تعالى _ : ( أخرجوا أنفسكم ) ( الأنعام : 93 ) . • ومنها الذات : يقال رأت زيدا نفسه وعينه , ومنه قوله _ تعالى _ : ( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ) ( النور : 61 ) . • ومنها : الدم , يقال : سالت نفسه , ومنه يقال : نفست المرأة : إذا حاضت , ونفست : إذا نفسها ولدها , ومنه النفساء . < والروح > أيضا تطلق على معان منها : • القرآن الذي أوحاه الله _ تعالى _ إلى نبيه _ صلى الله عليه وسلم _ ؛ قال _ تعالى _ : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) ( الشورى : 52 ) . • جبريل _ عليه السلام _ , قال _ تعالى _ : ( نزل به الروح الأمين ) ( الشعراء : 193 ) . • الوحي الذي يوحيه تعالى إلى أنبيائه ورسله _ عليهم السلام _ , قال _ تعالى _ : ( يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده ) ( غافر : 15 ) . • وتطلق الروح أيضا على الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه . • وتطلق أيضا على ما يحصل بفراقه الموت . | |
| | | القليط عضو جديد
عدد المساهمات : 17 نقاط : 11283 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2009
| موضوع: رد: اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث الأحد يوليو 19, 2009 4:38 pm | |
| ثالثا : فتنة القبر وعذابه ونعيمه
بين القيامة الصغرى والقيامة الكبرى _ فترة جاءت تسميتها في القرآن الكريم بالبرزخ , قال _ تعالى _ : ( حتى إذا جاء أحدكم الموت قال ربي ارجعون , لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) ( المؤمنون : 99-100 ) .
والبرزخ لغة : الحاجز بين الشيئين , وفي هذا البرزخ نموذج من العذاب أو النعيم الأخروي ؛ فهو أول منزل من نازل الآخرة , ففيه سؤال الملكين ثم العذاب أو النعيم .
أولا : سؤال الملكين : ويسمى بفتنة القبر , وهي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان . وهي عامة للمكلفين إلا النبيين , فقد اختلف فيهم , وكذلك في غير المكلفين كالصبيان والمجانين , فقيل : لا يفتنون , وقيل : يفتنون , ولعل الراجح هو أنهم يفتنون ؛ لان المحنة انما تكون للمكلفين . واختلفوا : هل السؤال في القبر عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار أو يختص بالمسلم والمنافق ؟ فقيل : يختص ذلك بالمسلم والمنافق دون الكافر الجاحد المعطل . وقيل : السؤال في القبر عام للكافر والمسلم . وهذا الذي يدل عليه الكتاب والسنة , واستثناء الكافر من هذا لا وجه له .
صفة سؤال الملكين : جاء في حديث البراء بن عازب _ رضي الله عنه _ , وسأكتفي بذكر ما استنتجه الكاتب من ذلك الحديث الشريف : 1_ أن السؤال يحصل حين يوضع الميت في قبره , وفيه رد على من زعم من أهل البدع من المعتزلة أن السؤال بين النفختين . 2_ تسمية الملكين منكر ونكير , وفيه رد على من زعم من المعتزلة أنه لا يجوز تسميتهما بذلك . 3_ أن روح الميت ترد إليه في قبره حين السؤال , وأنه يجلس , ويستنطق .
وللروح بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام : أحدها : تعلقها به في بطن الأم جنينا . الثاني : تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض . الثالث : تعلقها به حال النوم . الرابع : تعلقها به في البرزخ . الخامس : تعلقها به يوم البعث .
ثانيا : عذاب القبر ونعيمه أدلة عذاب القبر ونعيمه من القرآن الكريم والسنة النبوية : ( سأكتفي بدليل واحد ) أولا : من القرآن الكريم : قال _ تعالى _ : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم , وأنتم حينئذ تنظرون , ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون , فلولا إن كنتم غير مدينين , ترجعونها إن كنتم صادقين , فأما إن كان من المقربين , فروح وريحان وجنت نعيم , وأما إن كان من أصحاب اليمين , فسلام لك من أصحاب اليمين , وأما إن كان من المكذبين الضالين , فنزل من حميم , وتصلية جحيم ) ( الواقعة : 83-94 ) . ثانيا : من السنة النبوية : عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير : فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم , ومن عذاب القبر , ومن فتنة المحيا والممات , ومن فتنة المسيح الدجال " أخرجه مسلم , وأخرجه البخاري .
تنبيه : عذاب القبر أو نعيمه وسؤال الملكين ينالان كل من مات ولو لم يدفن , وسمي عذاب القبر باعتبار الغالب ؛ فالمصلوب والمحرق والمغرق وأكيل السباع والطيور : له من عذاب القبر ونعيمه قسطه الذي تقتضيها أعماله , وان تنوعت أسباب النعيم والعذاب وكيفياتهما .
المنكرون لعذاب القبر ونعيمه , وشبهتهم والرد عليهم : أنكرت الملاحدة والزنادقة عذاب القبر ونعيمه , وقالوا : إنا نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة يضربون الموتى , ولا حيَات , ولا ثعابين , ولا نيران تأجج ! ... إلى آخر ما يقولون .
والرد عليهم : أولا : أن حال البرزخ من الغيوب التي أخبرت بها الأنبياء عليهم السلام , ولا يكون خبرهم محالا في العقول أصلا , فلا بد من تصديق خبرهم . ثانيا : أن النار والخضرة في القبر ليست من نار الدنيا ولا من زروع الدنيا , فيشاهد ذلك من شاهد نار الدنيا وخضرها , وإنما هي من نار الآخرة وخضرها .
المبحث الثاني : القيامة الكبرى
أولا البعث والنشور : المراد بالبعث : المعاد الجسماني والروحاني , وإحياء العباد في يوم المعاد , والنشور : مرادف للبعث في المعنى , يقال : نشر الميت نشورا : إذا عاش بعد الموت , وانشره الله تعالى : أحياه . فإذا شاء الحق _ تبارك وتعالى _ إعادة العباد وإحيائهم : أمر اسرافيل فنفخ في الصور , فتعود الأرواح إلى الأجساد , ويقوم الناس لرب العالمين , ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ( الزمر : 68 ) . وقد جاء في الأحاديث أنه يسبق النفخة الثانية في الصور نزول ماء من السماء , فتنبت من أجساد العباد , فعن عبد الله بن عمرو _ رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه احد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله, قال : فيصعق , ويصعق الناس , ثم يرسل الله – أو قال : ينزل الله – مطرا كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس , ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " أخرجه مسلم .
أدلة البعث والنشور : دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة , ومن ما جاء في القرآن الكريم : قال _ تعالى _ : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) ( التغابن : 7 ) .
وبعد بعث الخلائق أحياء : يجمعون في ساحة واحدة تدعى عرصات القيامة , وذلك لفصل القضاء فيما بينهم .
ثانيا : الحساب : وهو تعريف الله _ سبحانه _ الخلائق مقادير الجزاء على أعمالهم , وتذكيره إياهم بما قد نسوه . قال _ تعالى _ : ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه ) ( المجادلة : 6 ) . ومن الحساب : إجراء القصاص بين العباد , فيقتص للمظلوم من الظالم , كما في حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ : أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " رواه مسلم . وأول ما يحاسب عنه العبد صلاته , وأول ما يقضى بين الناس في الدماء .
ثالثا : إعطاء الصحائف الصحائف : هي الكتب التي كتبتها الملائكة , وأحصوا فيها ما فعله كل إنسان في الحياة الدنيا من الأعمال القولية والفعلية . ومنهم من يعطى كتابه بيمينه , وهو المؤمن , ومنهم من يعطى كتابه بشماله , وهو الكافر , قال _ تعالى _ : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ) إلى قوله : ( كلوا وأشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) , ثم قال _ سبحانه _ : ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ) إلى قوله : ( خذوه فغلوه , ثم الجحيم صلوه ) ( الحاقة : 19-31 ) .
رابعا : وزن الأعمال قال _ تعالى _ : ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) ( الأعراف : 8-9 ) . فالأعمال توزن بميزان حقيقي له لسان وكفتان .
خامسا : الحوض وهو مما يكرم الله تعالى به عبده ورسوله محمد _ صلى الله عليه وسلم _ في ذلك الموقف العظيم , وقد اختلف أهل العلم في موضعه : هل هو قبل الصراط أو بعده ؟ والراجح أنه يكون قبل المرور على الصراط في عرصات القيامة , كما ورد في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر _ رضي الله عنهما _ قالت : قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَ منكم , وسيؤخذ ناس من دوني فأقول : يا رب , مني ومن أمتي , فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم " متفق عليه , أخرجه البخاري .
سادسا : الصراط والمرور عليه : الصراط : هو جسر ممدود على متن جهنم , يرده الأولون والآخرون , وهو أدق من الشعر, وأحد من السيف , وأشد حرارة من الجمر , عليه كلاليب تخطف من أمرت بخطفه , يمر الناس عليه على قدر أعمالهم , فمنهم من يمر كالبرق , ومنهم من يمر كالريح , ومنهم من يمر كالفرس الجواد , ومنهم من يمر كهرولة الراجل , ومنهم من يمشي مشيا , ومنهم من يزحف زحفا , ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم , نسأل الله _ تعالى _ السلامة والعافية .
سابعا : الشفاعة الشفاعة لغة : الوسيلة والطلب , وعرفا : سؤال الخير للغير , وقيل : هو من الشفع الذي هو ضد الوتر, فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له . والشفاعة لا تنفع إلا بشرطين : الأول : إذن الله تعالى للشافع أن يشفع ؛ لأن الشفاعة ملكه سبحانه ؛ قال _ تعالى _ : ( قل لله الشفاعة جميعا ) ( الزمر : 44 ) . الثاني : رضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل التوحيد ؛ لأن المشرك لا تنفعه الشفاعة ؛ كما قال _ تعالى _ : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) ( المدثر : 48 ) .
وقد أعطي نبينا _ صلى الله عليه وسلم _ الشفاعة , فيشفع لمن أذن الله _ تعالى _ له فيه . وله _ صلى الله عليه وسلم _ أنواع من الشفاعات , منها : _ شفاعته _ صلى الله عليه وسلم _ لأهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء ( آدم , ونوح , وإبراهيم , وموسى , وعيسى بن مريم , عليهم السلام ) الشفاعة حتى تنتهي اليه , وهو المقام المحمود الذي ذكره الله _ تعالى _ في القرآن . _ ومنها : شفاعته _ صلى الله عليه وسلم _ لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة . _ ومنها : الشفاعة في تخفيف العذاب عمَن يستحقه , كشفاعته في عمَه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب . _ ومنها : شفاعته _ صلى الله عليه وسلم _ فيمن استحقَ النار .
ثامنا : الجنة والنار قال _ تعالى _ : ( إن الأبرار لفي نعيم , وان الفجار لفي جحيم ) ( الانفطار : 13-14 ) . والجنة والنار مخلوقتان الآن , وهما باقيتان لا تفنيان . | |
| | | الشاعر8 Admin
عدد المساهمات : 63 نقاط : 11635 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 29/04/2009
لتطوير الموقع الي هذه الحالة {أدارة منتدي بدر الإسلام}
| موضوع: رد: اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث الجمعة مارس 19, 2010 5:28 am | |
| احسنت اخي الكريم | |
| | | | اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|