مختصـــر من المنهل العذب النمير.. ~

جزاك الله خيراً
ولكن نريد المزيد
ولا تتوقف يا صديقي

حجة الوداع
*الأذان بالحج :
قد مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حاج .
فقدم المدينة بشر كثير ، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه و سلم و يعمل مثل عمله ، و قد طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم في نسائه ثم أصبح محرمًا ، و قد طيبته عائشة رضي الله عنها عند إحرامه . ثم انطلق النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة بعد ما ترجل و ادهن و لبس إزاره و رداءه هو و أصحابه .

*إهلاله صلى الله عليه و سلم :
أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد و النعمة لك و الملك ، لا شريك لك . و أهل الناس بهذا الذي يهلون به .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتاني جبريل عليه السلام ، فقال : إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية و الإهلال .

*دخوله صلى الله عليه و سلم المسجد الحرام :
فأتى صلى الله عليه و سلم باب المسجد فأناخ راحلته ، ثم دخل المسجد ، فبدأ بالحجر فاستلمه ، و فاضت عيناه بالبكاء .
فطاف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبيت مضطبعًا و عليه برد ، و رمل ثلاثًا و مشى أربعًا ، و كان لا يدع أن يستلم الركن اليماني و الحجر في كل طوفة ، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام ، فقرأ : (( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى )) ، فجعل المقام بينه و بين البيت ، و كان يقرأ في الركعتين : (( قل يآ ايها الكافرون )) و (( قل هو الله أحد )) ، ثم رجع إلى الركن فاستلمه .

*خروجه صلى الله عليه و سلم إلى الصفا و المروة :
ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : (( إن الصفا و المروة من شعائر الله )) ، فاستقبل القبلة فوحد الله و كبره . ثم نزل إلى المروة ، حتى إذا انصبت قدماه في باطن الوادى سعى .

*دخول العمرة في الحج :
و لم يحل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أجل بدنه لأنه قلدها ، و أمر الناس أن يجعلوها عمرة ، و أن يحلوا إلى نساؤهم ، ففشت في ذلك القالة .

*وقوفه صلى الله عليه و سلم بعرفات :
مكث الرسول صلى الله عليه و سلم قليلاً حتى طلعت الشمس ، ثم سار من منى إلى عرفات ، فكان يهل المهل منهم فلا ينكر عليه ، و يكبر المكبر منهم فلا ينكر عليه .

*خطبته صلى الله عليه و سلم بالناس يوم عرفة :
حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس ، و قال : إن دماءكم و أموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا .

*نزوله صلى الله عليه و سلم المزدلفة :
ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتى المزدلفة ، فنزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت العشاء فصلى . فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين ، و لم يصل بينهما شيئًا ، ثم اضطجع حتى طلع الفجر .

*إتيانه صلى الله عليه و سلم المشعر الحرام :
ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة فدعاه و كبره و هلله و وحده ، و قال : وقفت ههنا بجمع ، و جمع كلها موقف .

*رمي الجمرات :
سار رسول الله صلى الله عليه و سلم سيرًا لينًا كسيره بالأمس ، حتى أتى على وادي محسر ، فدفع فيه حتى استوت به الأرض ، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجميرة الكبرى . و رمى رسول الله صلى الله عليه و سلم جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات و لم يقف ، يكبر مع كل حصاة منها ، و هو يقول : يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضًا ، و إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف .

*يوم النحر :
و خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس يوم النحر بمنى على ناقته ، واضع رجليه في الغرز ، يتطاول يسمع الناس ، فقال بأعلى صوته : ألا تسمعون ؟ فقال رجل من طوائف الناس : يا رسول الله ماذا تعهد إلينا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اعبدوا ربكم ، و صلوا خمسكم ، و صوموا شهركم ، و أطيعوا إذا أمركم ، تدخلوا جنة ربكم . و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لتأخذوا مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المنحر ، فنحر بيده ثلاثًا و ستين بدنة ، بعدد سني عمره ، و قال : نحرت ههنا ، و منى كلها منحر ، فانحروا في رحالكم .

*الرجوع إلى منى أيام التشريق :
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى منى ، فمكث بها ليالي أيام التشريق ، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة ، و يقف عند الأولى و الثانية ، فيطيل القيام و يتضرع ، و يرمي الثالثة و لا يقف عندها ، و خطب النبي صلى الله عليه و سلم الناس بمنى . و من ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه .

*وداع الرسول صلى الله عليه و سلم :
و ودع رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس ، و قال : هذا يوم الحج الأكبر . فقالوا : هذه حجة الوداع .

*عودته صلى الله عليه و سلم إلى المدينة :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة من الثنية السفلى ، و كان قد دخلها من الثنية العليا ، و حمل من ماء زمزم .

مرضه صلى الله عليه و سلم و وفاته
قد تنفست و استشعرت النفوس قرب رحيل النبي صلى الله عليه و سلم و انتقاله للملك القدوس .

*اعتكافه آخر رمضان صامه و مقابلته القرآن مع جبريل عليه السلام :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه : اعتكف عشرين يومًا . و كان جبريل عليه السلام يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، و إنه عارضه به في العام الذي قبض فيه مرتين .

*مرضه صلى الله عليه و سلم و دنو أجله :
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض لأصحابه بدنو أجله المحتم ، إذ جلس ذات يوم على المنبر ، فقال : إن عبدًا خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا ، و بين ما عنده ، فاختار ما عنده ، فبكى أبو بكر .

*زيارته صلى الله عليه و سلم البقيع قبل وفاته :
إن جبريل أتى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال له : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فستغفر لهم .

» مختصـــر من المنهل العذب النمير.. ~ (( الجزء الثـــآني ))
» ~ .. مختصـــر من المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير .. ~
» اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الاول
» اختصار ( كتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثاني
» اختصار كتاب ( المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ) الجزء الثالث