مهندس المستقبل عضو جديد
عدد المساهمات : 3 نقاط : 11187 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: مختصـــر من المنهل العذب النمير.. ~ (( الجزء الثـــآني )) الأربعاء أغسطس 05, 2009 12:33 pm | |
| *اشتداد المرض عليه صلى الله عليه و سلم : رأت عائشة رضي الله عنها الوجع على أحد أشد منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال رسول الله : لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر و ابنه ، و أعهد أن يقول القائلون ، أو يتمنى المتمنون ، ثم قلت : يأبى الله ، و يدفع المؤمنون . و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليتعذر في مرضه : أين أنا اليوم ؟ أين أنا غدًا ؟ يريد يوم عائشة رضي الله عنها . فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم و اشتد به وجعه ، قال : إني قد اشتكيت و إني لا أستطيع أن أدور بينكن ، فأذن لي فلأكن عند عائشة أو صفية . فأذن له أزواجه يكون حيث يشاء ، فكان في بيت عائشة رضي الله عنها حتى مات عندها . *بعثه صلى الله عليه و سلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه أميرًا للجيش : و بعث النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي توفي فيه بعثًا ، و أمر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، فطعن الناس في إمارته . *بكاء الأنصار و آخر مجلس جلسه صلى الله عليه و سلم : و قد مر أبو بكر و العباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار و هم يبكون ، فقال العباس : ما يبكيكم ؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه و سلم منا . فدخل العباس على النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك . فخرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الناس و عليه ملحفة متعطفًا بها على منكبيه ، و عليه عصابة دسماء ، حتى جلس على المنبر ، و خطبهم فحمد الله و أثنى عليه . *وصيته صلى الله عليه و سلم قبل وفاته : و أوصاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، و سكت عن الثالثة أو قال عبد الله : فنسيتها . *تحذيره صلى الله عليه و سلم من اتخاذ القبور مساجد : و لما نزل بالنبي صلى الله عليه و سلم مرضه الذي لم يقم منه ، كان يقول : لعنة الله على اليهود و النصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . *حديثه صلى الله عليه و سلم مع فاطمة رضي الله عنها قبل وفاته : و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم عنده ، فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة رضي الله عنها . و ثقل النبي صلى الله عليه و سلم و جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : واكرب أباه ! فقال لها النبي : ليس على أبيك كرب بعد اليوم . ثم إنه أسر إليها حديثًا فبكت بكاءً شديدًا . فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك . *أمره صلى الله عليه و سلم أبا بكر رضي الله عنه بالصلاة بالناس : و جاء بلال رضي الله عنه يؤذن رسول الله بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . *عامة وصيته صلى الله عليه و سلم : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حضره الموت : الصلاة و ما ملكت أيمانكم ، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يغرغر بها صدره ، و ما يكاد يفيض بها لسانه . *وفاته صلى الله عليه و سلم في حجرة عائشة رضي الله عنها : قالت عائشة رض الله عنها : و إن الله جمع بين ريقي و ريقه عند موته ، دخل علي عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما و بيده سواك رطب يستن به ، و أنا مسندة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صدري ، فرأيته ينظر إليه و عرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ؟ فأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم برأسه : أن نعم ، فأخذته و أعطته رسول الله فنسوك فيه . و كان بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم ركوة فيها ماء ، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ، و يقول : لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات . فلما اشتكى و حضره القبض و رأسه على فخذ عائشة ، غشي عليه ، و كانت نساؤه تعوذه بدعاء إذا مرض ، فذهبت عائشة تعوذه . فلما أفاق النبي صلى الله عليه و سلم شخص بصره نحو سقف البيت ، و رفع يده إلى السماء ثم قال : في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى . و قال في مرضه الذي مات فيه و أخذته بحة : (( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولـئك رفيقًا )) . و كان يقول : اللهم اغفر لي و ارحمني ، و ألحقني بالرفيق الأعلى . *موقف الصحابة من وفاته صلى الله عليه و سلم : استأذن عمر بن الخطاب و المغيرة بن شعبة رضي الله عنها عائشة رضي الله عنها ، فأذنت لهما و جذبت إليها الحجاب . فنظر عمر إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ، فقال : واغشياه ! ما أشد غشي رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قاما فلما دنوا من الباب قال المغيرة : يا عمر ، مات رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد كذبه عمر رضي الله عنه . ثم أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرس من مسكنه بالسنح ، حتى نزل فدخل المسجد ، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها ، فتيمم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو مغشى بثوب حبرة . فرفعت عائشة رضي الله عنها الحجاب ، فنظر أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : (( إنا لله و إنا إليه رآجعون )) ، مات رسول الله صلى الله عليه و سلم و رب الكعبة ، ثم أكب عليه فقبله و بكى . *بيعة أبي بكر رضي الله عنه : و جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه و سلم ، فتشهد و أبو بكر رضي الله عنه صامت لا يتكلم ، فقال عمر : كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يدبرنا ، فإن يك محمد صلى الله عليه و سلم قد مات ، فإن الله تعالى قد جعل أظهركم نورًا تهتدون به بما هدى الله محمدًا صلى الله عليه و سلم . فقال عمر : نبايعك أنت ، فأنت سيدنا و خيرنا و أحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأخذ عمر بيده فبايعه ، و بايعه الناس عامة . *غسله صلى الله عليه و سلم و كفنه : فلما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : و الله ما ندري ، أنجرد النبي صلى الله عليه و سلم من ثيابه كمل نجرد موتانا ، أم نغسله و عليه ثيابه ؟ فلما اختلفوا : ألقى الله عليهم النوم ، حتى ما منهم رجل إلا و ذقنه في صدره ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت - لا يدرون من هو - : أن اغسلوا النبي صلى الله عليه و سلم و عليه ثيابه . فقاموا إلى النبي صلى الله عليهم و سلم فغسلوه و عليه قميصه ، يصبون الماء فوق القميص ، و يدلكونه بالقميص دون أيديهم . *دفنه صلى الله عليه و سلم في موضع فراشه : و اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له ، فقال قائلون : يدفن في مسجده ، و قال قائلون : يدفن مع أصحابه . فقال أبو بكر : سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئًا ما نسيته ، قال : ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه . فقال أبو بكر : ادفنوه في موضع فراشه . *يوم وفاته و دفنه : قالت عائشة رضي الله عنها : توفي النبي صلى الله عليه و سلم يوم الأثنين ، و دفن ليلة الأربعاء . *سنه صلى الله عليه و سلم يوم توفي : و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو ابن ثلاث و ستين ، و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء . *تركته صلى الله عليه و سلم : توفي و درعه مرهونة عند يهودي ، بثلاثين صاعًا من شعير ، إلا و بغلته البيضاء التي كان يركبها ، و سلاحه ، و أرضًا جعلها لابن السبيل صدقة . و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يقتسم ورثتي دينارًا ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي ، فهو صدقة . الخاتمة نسأل الله تعالى أن يحيينا على محبة نبيه الكريم ، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، و أن يميتنا على إتباع سنته و نهجه القويم ، و أن يجمعنا به في جنات النعيم ، و يا غنم من أكثر عليه من الصلاة و التسليم . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم ، و فيه قبض و فيه النفخة و فيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي . و رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله عز و جل حرم على الأرض أجساد الأنبياء . | |
|